نشرة علمية متخصصة

الصفحة الرئيسية غلاف هذا العدد | مؤسسة طور سينين| للاتصال

   

العدد الأول 
سنة 1421

                        
المقدمه

نشرة القرآن وعلم الآثار
تعريف

علم الآثار
(Archaeology)
نماذج

من الوثائق المسمارية المكتشفه
رؤية اسلامية

الحضارات القديمة اهمية الإكتشاف وتفسير المنشا
نحو علم آثار الكتب المقدسة

ـ علم آثار الكتاب المقدس

ـ علم آثار القرآن الكريم
روايات

طرف من روايات اهل البيت (ع) ذات العلاقة بعلم الآثار
قراءة جديدة

كربلاء في التراث اللغوي الشرقي القديم
دراسات سابقة

كربلاء قديما
وثيقة العدد

خارطة العالم كما وضعها البابليون قبل 4000 سنة


athar@albadri.info

جميع الحقوق محفوظة ©

  
       
   

رؤية اسلامية
  
الحضارات القديمة : أهمية الاكتشاف وتفسير المنشأ

أهمية اكتشاف الحضارات القديمة

تكمن أهمية اكتشاف الحضارات القديمة (المدن المندثرة والأشياء المستعملة والثقافة المتداولة) بكونها تتناول الفترة التي تسبق النبي موسى (ع) وكتابه التوراة ، هي الفترة التي استوعبت عهد النبي نوح (ع) وقومه وعهد النبيين هود وصالح (ع) وقومهما وعهد النبي إبراهيم (ع) وقومه وهي فترة انفردت المصادر الدينية (التوراة . التلمود . الأناجيل . القرآن الكريم وحديث أهل البيت (ع)) بالحديث عنها على اختلاف وتفاوت حول هذا الموضوع أو ذاك أو إهمال هذه المفردة أو تلك .

وتتحدد الأهمية لهذه المكتشفات بكونها عامل اختبار مهم للمعلومات التي أوردتها المصادر الدينية وانفردت بها .

وكانت التوراة أول مصدر ديني يتعرض للاختبار في ضوء مكتشفات علم الآثار ([1]) ، ورأى علماء التوراة يهودا كانوا أو نصارى أن علم الآثار يمدهم بأدلة جديدة تفيدهم في معركتهم مع خصومهم العلمانيين الذين كانوا يشككون في المعلومات التاريخية التي أوردتها التوراة ، ورأى خصوم الكنيسة من العلماينين في نتائج علم الآثار عامل تأييد لهم في كسر القدسية التي أحيطت بها التوراة ومعلوماتها التاريخية .

القراءة السائدة  للتراث العراقي القديم

اتجه جل المعنيين بالآثار إن لم يكن كلهم إلى أن التراث المسماري في العراق القديم وما فيه من المفردات التي ذكرناها سابقا إنما هي من نتاج الناس الذين نسبت إليهم بمعزل عن حركة النبوات ، بل حاول فريق منهم مستفيدا من ظاهرة التشابه بين بعض التشريعات والقصص ان يعتبر التوراة صدى وانعكاسا لذلك التراث في قليل أو كثير [2] .

 

 

وقد استفاد العلمانيون من هذه القراءة لدعم وجهة نظرهم في تفسير ظاهرة الشرك والتوحيد حيث يرون ان الدين تطور عند البشر من الشرك الذي عاشته الأمم القديمة إلى التوحيد المجسم الذي برز على عهد اخناتون إلى التوحيد المجرد الذي جاء به موسى .

القراءة الإسلامية للتراث العراقي القديم

يؤكد القرآن ما ذكرته التوراة من قبل من أن النبوة وبالتالي عقيدة التوحيد رافقت البشرية منذ نشأتها وفي ضوء ذلك :

فان التفسير القرآني والتوراتي لهذا التراث لابد أن يتجه إلى انه بقايا تراث حركة النبوات الأولى نبوة آدم ونوح وإبراهيم وهي نبوات ظهرت في العراق كما سيتضح من أبحاثنا في الأعداد المقبلة وانه قد ابتلي بتحريف كبير .

أما ظاهرة الوحدة في بعض التشريعات أو القصص والأدعية فقد نبه إليها القرآن قبل أن يكتشف التراث المسماري بأكثر من ألف سنة في قوله تعالى (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَ مَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَ مُوسَى وَ عِيسَى) الشورى/13 .

ولم تشر التوراة المتداولة إلى تشريعات نوح ولا إلى تشريعات إبراهيم ومن هنا فان إثارة القرآن لها ثم اكتشاف الآثاريين لها تعتبر من معالم الوحي في القرآن .

وكذلك الحال حين تجيء بعض التفاصيل في الروايات الإسلامية عن قصة الطوفان ولم تذكرها التوراة أو تجيء مخالفة لما ذكرته التوراة ثم تذكرها الوثائق المسمارية المكتشفة بعد ألف سنة من تدوين تلك الروايات الإسلامية .

من قبيل ما جاء في التوراة عن فترة الطوفان أنها استمرت أربعين يوما وتذكر رواية المفضل عن الإمام الصادق (ع) أنها استمرت سبعة أيام ثم تجيء الوثيقة المسمارية لتقول أن مدة الطوفان سبعة أيام .



[1] وذلك لان علماء الآثار اليهود والنصارى هم أول من أجرى دراسات مقارنة بين المعلومات التوراتية والمعلومات الآثارية.

[2] انظر فاضل عبد الواحد (من الواح سومر الى التوراة) بغداد 1989 وايضا مقال (حمورابي والتوراة) حكمت بشير الاسود مجلة سومر المجلد 43/1984 .