الباب الخامس : خلاصة وخاتمة

الحسين عليه السلام المظلوم الفاتح

مفردات الواقع السياسي والإجتماعي الذي تحرك فيه الحسين (عليه السلام):

أولا: دولة معاوية القوية بجيشها وقوى أمنها الداخلي: عُني معاوية خلال السنوات العشر الاولى من حكمه ببناء الجيش من خلال عودته الى سياسة الفتوح، ثم بنى قوى الامن الداخلي من خلال متابعة الخوارج واستطاع بعد ذلك ان يستفيد منها في تثبيت منهجه التربوي والثقافي الجديد والسيطرة على الاعلام ومؤسسات التربية الدينية والثقافية كالمساجد والكتاتيب والمؤسسات الاقتصادية والعسكرية تبنت هذه الدولة في إعلامها اليومي ومنهجها الفكري والثقافي لمدة عشر سنوات من سنة 50هج إلى سنة 60هج/ تربية الامة على إسلام يبتني على ثلاثة أمور اساسية:

أ. البغض لعلي(عليه السلام) ولعنه على منابر المسلمين، وترويج الاحاديث الكاذبة في ذمه، والمنع من ذكر أي رواية عن النبي في فضله، ومعاقبة المخالف بالقتل والتهجير والسجن وقطع الايدي والنفي والحرمان من العطاء.

قال ابوعثمان الجاحظ (1): ان معاوية كان يقول في آخر خطبة الجمعة: اللهم العن ابا تراب ألحد في دينك وصد عن سبيلك، فالعنه لعنا وبيلا وعذبه عذابا أليما. وكتب بذلك الى الآفاق، فكانت هذه الكلمات يشار بها على المنابر.

قال أبوجعفر الاسكافي (ت220) (2): ان معاوية وضع قوما من الصحابه وقوما من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي (عليه السلام) تقتضي الطعن فيه والبراءة منه وجعل لهم على ذلك جُعَلاً يُرغب في مثله، فاختلقوا ما أرضاه، منهم أبوهريرة وعمروبن العاص والمغيرة بن شعبة ومن التابعين عروة بن الزبيرومرة الهمداني والاسود بن يزيد ومسروق الاجدع وأبووائل شقيق بن سلمة وأبوعبد الرحمن السُّلمي القاريء وقيس بن حازم وسعيد بن المسيب والزهري ومكحول وحريز بن عثمان وغيرهم (3).

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما مسندا متصلا بعمروبن العاص قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول :ان آل ابي طالب ليسوا لي باولياء، انما ولييّ الله وصالح المؤمنين (4).

روى ابوالحسن علي بن محمد بن ابي سيف المدايني فى كتاب الاحداث، قال :كتب معاوية نسخة واحدة الى عماله: (ان برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل ابي تراب واهل بيته) (فقامت الخطباء في كل كورة وعلى كل منبر يلعنون عليا ويبرءون منه ويقعون فيه وفى اهل بيته). قال الباقر (عليه السلام): وكان عُظم ذلك وكبره زمن معاويه بعد موت الحسن(عليه السلام)، فقتلت شيعتنا بكل بلدة، وقطعت الايدي والارجل على الظنة، وكان من يذكر بحبنا والانقطاع الينا سجن اونهب ماله اوهدمت داره، ثم لم يزل البلاء يشتد ويزداد الى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين (5).

ب. الولاء لمعاوية : ومن يجيء بعده من الحكام وتوصيفه بخليفة الله، واعتبار طاعته أعظم طاعات الله ومعصيته اعظم معاصي الله وترويج الاحاديث الكاذبة التي تحط من شخصية النبي بما يوافق الحكام، ومدح معاوية وإكرام فاعل ذلك بالعطاء والتشفيع والتولية والتوظيف في مرافق الدولة.

- روى الترمذي بسنده عن سعيد بن عبد العزيز (راوي شامي) عن ربيعة بن يزيد (راوي شامي) عن عبد الرحمن بن أبي عميرة (صحابي سكن الشام) (6) عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال لمعاوية: اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به (7).

- ورووا انه قال: ائتمن الله على وحيه ثلاثة جبرئيل في السماء ومحمدا في الارض ومعاوية بن أبي سفيان (8).

ج. السكوت على الظلم مهما بلغت شدته وقسوته من خلال ترويج احاديث كاذبة تدعوالى ذلك.

- فرووا عن النبي انه قال: تسمع وتطع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك (9).

- وأنه قال: فإن رأيت يومئذ لله عز وجل في الأرض خليفة فألزمه وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك (10).

د. الطاعة المطلقة للخليفة واعتبارها رأس الطاعات.

- ورووا عن النبي انه قال: من خرج من الطاعة وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية (11).

- وانه قال: ثلاثة لا تسأل عنهم رجل فارق الجماعة وعصى إمامه فمات عاصيا فلا تسأل عنه، وأمة (أو عبد) أبق من سيده، وامرأة غاب زوجها وكفاها مؤنة الدنيا فتبرجت وتمرجت بعده. (12) أقول المراد بالامام في الرواية الحاكم الاعلى للمسلمين.

ثانيا: على أساس تلك السياسة صار الجيل الجديد في الأمة يبغض عليا ويلعنه.

نشأ على اساس تلك التربية والمنهج جيل جديد في الامة مابين سن الخامسة عشر وسن الخامسة والعشرين، وقد كان هذا الجيل المادة الاساسية للجيش وقوى الشرطة وبقية المواقع الاجتماعية والادارية. أما معلموه فهم جماعة من الصحابة الذين حاربوا عليا في الجمل وصفين او الذين أغراهم معاوية بالمال، وجماعة من التابعين الذين ساروا على منهجهم.

- من هؤلاء الصحابة مسلم بن عقبة المري (13) قائد جيش اهل الشام في واقعة الحرة في المدينة. قال في وصيته عند موته: اللهم انك تعلم اني لم اعص خليفة، قط، اللهم اني لم أعمل عملا أرجو به النجاة قط الا ما فعلت باهل المدينة (14). وفي رواية اليعقوبي: اللهم ان عذبتني بعد طاعتي لخليفتك يزيد بن معاوية وقتل اهل الحرة فاني إذن لشقي (15).

- ومن التابعين شمر بن ذي الجوشن قاتل الحسين، قال ابو اسحق :كان يصلي معنا ثم يقول: اللهم انك تعلم اني شريف فاغفر لي، قلت :كيف يغفر الله لك وقد اعنت على قتل ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال :ويحك فكيف نصنع؟ ان امراءنا هؤلاء أمرونا بأمر فلم نخالفهم، ولوخالفناهم كنا شرا من هذه الحمر الشقاء (16).

ثالثا: شيعة علي (عليه السلام)يتعرضون للتصفية

وهم طبقة من المحدِّثين فيهم مئات من الصحابة وآلاف التابعين لهم معتقد بعلي، قام على اساس أحاديث النبي(صلى الله عليه وآله) وسيرته مع علي (عليه السلام)، وكذلك قام هذا المعتقد على أساس أحاديث علي (عليه السلام) وسيرته في المجتمع خلال السنوات الخمس التي حكم فيها وهي سيرة أحيت المعطل من كتاب الله والمكتوم من سنة النبي وتذوق خلالها الناس كرامة الحياة التي يدعوالانبياء اليها.

تركز شيعة علي في الكوفة بصفتها البلد الذي شهد حركة علي الفكرية والتربوية والسياسية.

حمل شيعة علي كل ذكرياتهم عن علي وما تعلموه منه /وهوكل الاسلام الذي جاء به النبي(صلى الله عليه وآله)، ووعاه علي وعيا تاما دون غيره من الصحابة/ونشروه في البقاع التي لم تعرف عن علي (عليه السلام) وسيرته وبخاصة الشام أيام سنوات الصلح بين الحسن ومعاوية.

صار الشيعة وبخاصة في العراق غرضا لخطة معاوية في التصفية والإبادة والتطويق بصفتهم العقبة الكؤود امام منهجه التربوي الجديد، ومن هنا سجلت في الكوفة مظالم لم تسجل في غيرها من بلاد المسلمين:

ـ تهجير خمسين ألف بعيالاتهم من الكوفة والبصرة الى خراسان سنة 50 هجرية، كان فيهم الصحابي بريدة بن الحصيب والصحابي أبوبرزة الاسلمي وغيرهما ممن عرف بولائه لعلي (17).

ـ قتل حجر بن عدي الكندي وعمروبن الحمق الخزاعي واصحابهما بتلفيق تهمة الخروج على الدولة.

ـ نفي صعصعة بن صوحان العبدي (18) وآمنة بنت الشريد زوجة عمروبن الحمق (19) كان معاوية قد سجنها رهينة حتى يسلم زوجها نفسه ولما قتل نفاها الى حمص وماتت بها وغيرهما.

ـ قتل رشيد الهجري وميثم التمار وجويرية بن مسهر ونظرائهم.

ـ قطع أيدي ثمانين حصبوه بالحجارة على لعنه عليا (20).

ـ قال سليم: اشتد البلاء بالامصار كلها على شيعة علي واهل بيته، وكان اشد الناس بلية اهل الكوفة لكثرة من بها من الشيعة، واستعمل عليها زيادا، وجمع له العراقيين، كان يتتبع الشيعة… فقتلهم على التهم والظن والشبه تحت كل كوكب وتحت كل حجر، ومدر، واحلأهم واخافهم، وقطع الايدي والارجل منهم، وصلبهم على جذوع النخل، وسمل اعينهم، وطردهم وشردهم (21).

ـ وكان آخر ما عزم على فعله زياد في الكوفة سنة ثلاث وخمسين هو ان جمع الناس فملأمنهم المسجد والرحبة والقصر ليعرضهم على البراءة من علي (عليه السلام) (22) فمن أبى ذلك عرضه على السيف (23). ولكن الله تعالى قد سلط عليه الطاعون اشغله عنهم ومات بعدها بأيام (24).

______________________________________

(1) هوعمرو بن بحر الليثي البصري اللغوي النحوي، كان مائلا الى النصب.

(2) قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج5/416 :محمد بن عبد الله أبوجعفر الاسكافي أحد المتكلمين من معتزلة البغداديين، له تصانيف معروفة وكان الحسين بن يزيد الكرابيسي صاحب الشافعي يتكلم معه ويناظره.

(3) شرح النهج ج4/56-110.

(4) رواه البخاري 5/2233 (الموسوعة الذهبية)، مسلم 1/197، مسند أحمد 4/203 وفيها (آل أبي فلان) قال في فتح الباري 10/423 قال :أبوبكر بن العربي في سراج المريدين :كان في أصل حديث عمروبن العاص أن آل أبي طالب فغير آل أبي فلان، كذا جزم به. وتعقبه بعض الناس وبالغ في التشنيع عليه ونسبه إلى التحامل على آل أبي طالب، ولم يصب هذا المنكر فإن هذه الرواية التي أشار إليها، بن العربي موجودة في مستخرج أبي نعيم من طريق الفضل بن الموفق عن عنبسة بن عبد الواحد بسند البخاري عن بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم عن عمروبن العاص رفعه :أن لبني أبي طالب رحما أبلها ببلالها، وقد أخرجه الإسماعيلي من هذا الوجه أيضا لكن أبهم لفظ طالب وكأن الحامل لمن أبهم هذا الموضع ظنهم أن ذلك يقتضي نقصا في آل أبي طالب وليس كما توهموه كما سأوضحه إن شاء الله تعالى، قوله :ليسوا بأوليائي كذا للأكثر وفي نسخة من رواية أبي ذر :بأولياء فنقل بن التين عن الداودي أن المراد بهذا النفي من لم يسلم منهم، أي فهومن إطلاق الكل وإرادة البعض، والمنفي على هذا المجموع لا الجميع، وقال الخطابي :الولاية المنفية ولاية القرب والاختصاص لا ولاية الدين، ورجح بن التين الأول وهوالراجح، فإن من جملة آل أبي طالب عليا وجعفر، أوهما من أخص الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم لما لهما من السابقة والقدم في الإسلام ونصر الدين، وقد استشكل بعض الناس صحة هذا الحديث لما نسب إلى بعض رواته من النصب وهو الانحراف عن علي وآل بيته، قلت :أما قيس بن أبي حازم فقال :يعقوب بن شيبة تكلم أصحابنا في قيس فمنهم من رفع قدره وعظمه وجعل الحديث عنه من أصح الأسانيد حتى قال بن معين : هو أوثق من الزهري، ومنهم من حمل عليه وقال :له أحاديث مناكير، وأجاب من أطراه بأنها غرائب وافراده لا يقدح فيه، ومنهم من حمل عليه في مذهبه وقال : كان يحمل على علي ولذلك تجنب الرواية عنه كثير من قدماء الكوفيين، وأجاب من اطراه بأنه كان يقدم عثمان على علي فقط، قلت :والمعتمد عليه أنه ثقة ثبت مقبول الرواية وهومن كبار التابعين، سمع من أبي بكر الصديق فمن دونه، وقد روى عنه حديث الباب إسماعيل بن أبي خالد وبيان بن بشر وهما كوفيان ولم ينسبا إلى النصب، لكن الراوي عن بيان وهوعنبسة بن عبد الواحد أموي قد نسب إلى شيء من النصب، وأما عمروبن العاص وان كان بينه وبين على ما كان فحاشاه أن يُتَهم، وللحديث محمل صحيح لا يستلزم نقصا في مؤمني آل أبي طالب وهوأن المراد بالنفي المجموع كما تقدم، ويحتمل أن يكون المراد بآل أبي طالب أبوطالب نفسه وهوإطلاق سائغ.

(5) شرح نهج البلاغه11/44.

(6) عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني، قال أبوحاتم وابن السكن :له صحبة، ذكره البخاري وابن سعد وابن البرقي وابن حبان وعبد الصمد بن سعيد في الصحابة، وذكره أبوالحسن بن سميع في الطبقة الأولى من الصحابة الذين نزلوا حمص وكان اختارها سكن الشام وحديثه عند أهلها، وأخرج الترمذي والطبراني وغيرهما من طريق سعيد بن عبد العزيز (الشامي) عن ربيعة بن يزيد (الشامي) عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني (وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم)أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية :اللهم علمه الكتاب والحساب وقه العذاب "لفظ الطبراني ولفظ الترمذي :اللهم اجعله هاديا مهديا واهدِ به، وأخرج بن قانع من طريق الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز أنه سمعه يحدث عن يونس بن ميسرة (الشامي) عن عبد الرحمن بن أبي عميرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم نحواللفظ الثاني وأخرجه البخاري في التاريخ قال :قال لي أبومسهر (فذكره بالعنعنة ليس فيه) وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره من طريق مروان عن سعيد فقال فيه :سمع عبد الرحمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم (الاصابة لابن حجر).

(7) جامع الترمذي 5/687، مسند احمد 4/216، مسند الشاميين 1/181، الآحاد والمثاني 2/358، المعجم الاوسط للطبراني 1/380، وقد رواه عن عن سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن عبد الرحمن بن أبي عميرة.

(8) سير اعلام النبلاء للذهبي وتاريخ دمشق لابن عساكر ترجمة معاوية.

(9) صحيح مسلم 3/1476.

(10) مسند أحمد5/403.

(11) صحيح مسلم 3/1476.

(12) الادب المفرد /207، وفيه قال حدثنا عثمان بن صالح قال أخبرنا عبد الله بن وهب قال حدثنا أبوهانئ الخولاني عن أبى على الجنبي عن فضالة بن عبيد عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه قال …، مسند احمد 6/19، صحيح ابن حبان 10/422، المستدرك على الصحيحين 1/206، المعجم الكبير للطبراني 18/306.

(13) قال ابن حجر في الاصابة: مسلم بن عقبة المري أبوعقبة الأمير من قبل يزيد بن معاوية على الجيش الذين غزوا المدينة يوم الحرة، ذكره بن عساكر وقال أدرك النبي وشهد صفين مع معاوية وكان على الرجالة، وعمدته في إدراكه أنه استند إلى ما أخرجه محمد بن سعد في الطبقات عن الواقدي بأسانيده قال :لما بلغ يزيد بن معاوية أن أهل المدينة أخرجوا عامله من المدينة وخلعوه وجه إليهم عسكرا، أمر عليهم مسلم بن عقبة المري (وهو يومئذ شيخ بن بضع وتسعين سنة فهذا يدل على أنه كان في العهد النبوي كهلا)وقد أفحش مسلم القول والفعل بأهل المدينة وأسرف في قتل الكبير والصغير حتى سموه مسرفا، وأباح المدينة ثلاثة أيام لذلك والعسكر ينهبون ويقتلون ويفجرون ثم رفع القتل وبايع من بقي على أنهم عبيد ليزيد بن معاوية وتوجه بالعسكر إلى مكة ليحارب بن الزبير لتخلفه عن البيعة ليزيد، فعوجل بالموت فمات بالطريق وذاك سنة ثلاث وستين، واستمر الجيش إلى مكة فحاصروا ابن الزبير ونصبوا المنجنيق على أبي قبيس فجاءهم الخبر بموت يزيد بن معاوية وانصرفوا، والقصة معروفة في التواريخ.

(14) فتوح أعثم 5/301.

(15) تاريخ اليعقوبي 2/251.

(16) لسان الميزان ترجمة شمر بن ذي الجوشن وفيه: شمر بن ذي الجوشن أبو السابغة الضبابي، عن أبيه وعنه أبو إسحاق السبيعي ليس بأهل للرواية فإنه أحد قتلة الحسين رضي الله تعالى عنه وقد قتله اعوان المختار. أقول :إنما صار ليس بأهل للرواية بعد قتله الحسين(عليه السلام).

(17) فتوح البلدان ج3 ص 507.

(18) الاصابة ترجمة صعصعة. وفيه ان الذي نفاه هوالمغيرة ولكنا نرجح ان الذي نفاه بامر معاوية هو ابن زياد لما ذكرناه من ان مرحلة القتل والنفي والتشريد بدئ بها في عهد زياد لا المغيرة.

(19) انساب الاشراف القسم الرابع الجزء الاول /273.

(20) تاريخ ابن الاثير 3/462. الطبري 5/235.

(21) شرح النهج 15/43.

(22) مختصر تاريخ دمشق 9/88 ترجمة زياد.

(23) مروج الذهب للمسعودي 3/26. قال عبد الرحمن بن السائب :فإني لمع نفر من الانصار والناس في أمر عظيم، قال :فهومت تهويمة (التهويم: ان ياخذ الرجل النعاس حتى يهتز الرأس) فرايت شيئا مثل عنق العير أهدب اهدل (الاهدل :الساقط الشفة، وبعير هدِل إذا كان طويل المشفر مسترخيه) فقلت :ما أنت؟قال :أنا النقاد ذو الرقبة بعثت الى صاحب هذا القصر فاستيقظت، فزعا، فقلت لاصحابي :هل رايتم ما رايت؟قالوا :لا، فاخبرتهم، قال :ويخرج علينا خارج من القصر فقال ان الامير يقول لكم انصرفوا عني فاني عنكم مشغول، وإذا الطاعون قد ضربه.
فانشأ عبد الرحمن بن السائب يقول:
ما كان منتهيا عما اراد بنا *** حتى تناوله النقاد ذوالرقبة
فاثبت الشق منه ضربة بتت *** كما تناول ظلما صاحب الرحَبَة

قال المسعودي: يعني بصاحب الرحبة علي بن ابي طالب (عليه السلام) (مروج الذهب 3/26.).

(24) قال البلاذري في انساب الاشراف ق4ج1/278: كان زياد عند معاوية وقد وقع الطاعون بالعراق، فقال له :اني اخاف عليك يا ابا المغيرة الطاعون فلما صار الى العراق طعن فمكث شهرا فمات.

صفحة مكتب العلامة المحقق السيد سامي البدري