ثانيا : الكتب المقدسة المعتبرة
عند اليهود والنصارى

إن الكتب الإلهية السابقة /التوراة الإنجيل والأسفارالملحقة بها / على الرغم مما أصابها من تحريف توجد فيها نصوص كثيرة تتحدث عن أهل البيت كما تحدثت عن النبي(ص) . والقرآن الكريم هو اول من أثار هذا المنهج واثبته في مواضع كثيرة .

وقال تعالى : (وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) ) الشعراء/196-197

قال تعالى :(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ (157) ) الأعراف/157

وفي الرواية عن الامام الباقر (ع) قال يعني النبي والوصي والقائم (1).

وأهم النتائج التي يقدمها هذا المنهج هي ان الكتب المقدسة بنسخها المعتمدة عند اليهود والمسيحيين المتداولة فعلا تقدم معلومات وبشارات عن نبوة مكية تمتد بإثني عشر إماما الهيا . وقد جاء في بعض هذه النصوص اسم علي والمهدي (ع) الى جنب اسم النبي (ص) كما اشارت نصوص كثيرة الى ظلامة الحسين وكيف ان الله تعالى جعل هذه الظلامة سببا لصلاح الإمة وحفظ الدين وكيف ان الله تعالى جعل للحسين نسلا صالحا تطول ايامه تكون الخاتمة الطيبة للمسيرة الدينية على الارض على يده .

ومن اشهر هذه النصوص الفقرة 20 من الاصحاح 17 من سفر التكوين : (اما إسماعيل فقد سمعت قولك فيه ها انا ذا اباركه وانميه واكثره جدا جدا ويلد اثني عشر رئيسا وأجعله امة عظيمة) .

وقد اجمع علماء المسلمين وعلماء اليهود الذين اسلموا على ان هذا النص يبشر بمحمد (ص) وان عبارة (جدا جدا) وهي ترجمة لعبارة (بمآد مآد) (بماد ماد) العبرية الواردة في النص العبري كانت بالاصل تشير الى اسم محمد (ص) ثم حرفت الى كلمة متكافئة من ناحية العدد (2) مع اسم محمد وهي (بمآد مآد) إذ كلاهما يساوي (92) وإذا ثبت ذلك وهو ثابت كان الاثنا عشر بعدها مما يرتبط بمحمد وليس بإسماعيل وهو ما كان يفهمه علماء اليهود الذين اسلموا حيث كانوا يختارون التشيع على غيره من المذاهب باعتباره مذهبا يقوم على الايمان باثني عشر وصياً للنبي (3) .

ومن اشهر النصوص ايضا الفقرات 19- 22 من الاصحاح الاول من انجيل يوحنا :

( وَهَذِهِ شَهَادَةُ يُوحَنَّا حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ بَعْضَ الْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيِّينَ يَسْأَلُونَهُ: «مَنْ أَنْتْ؟» 20فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ، بَلْ أَكَّدَ قَائِلاً: «لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ». 21فَسَأَلُوهُ: «مَاذَا إِذَنْ؟ هَلْ أَنْتَ إِيلِيَّا؟» قَالَ: «لَسْتُ إِيَّاهُ!»؛ «أَوَ أَنْتَ النَّبِيُّ؟» فَأَجَابَ: «لاَ!» 22فَقَالُوا: «فَمَنْ أَنْتَ، لِنَحْمِلَ الْجَوَابَ إِلَى الَّذِينَ أَرْسَلُونَا؟ …فَعَادُوا يَسْأَلُونَهُ: «إِنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ الْمَسِيحَ، وَلاَ إِيلِيَّا، وَلاَ النَّبِيَّ، فَلِمَاذَا تُعَمِّدُ إِذَنْ؟» 26أَجَابَ: «أَنَا أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ! وَلكِنَّ بَيْنَكُمْ مَنْ لاَ تَعْرِفُونَهُ، 27وَهُوَ الآتِي بَعْدِي، وَأَنَا لاَ أَسْتَحِقُّ أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ».

ان النبي في النص يشير الى النبي الامي الموعود .

وايليا هو علي وصي النبي .

والمسيح هو ماشيحا العبرية وتعني المهدي المنتظر .او المخلص .

ولا تنافي بين كون عيسى بن مريم هو مسيح ومخلص ايضا الا انه مسيح لبني اسرائل خاصة وقد ورد في انجيل متي 24قول المسيح : «مَا أُرْسِلْتُ إِلاَّ إِلَى الْخِرَافِ الضَّالَّةِ، إِلَى بَيْتِ إِسْرَائِيلَ!»

______________________

(1) الكافي 1/429.

(2) والهدف من ذلك هو حصر المعرفة بالبشارة بكهنة اليهود .

(3) قال ابن تيمية في معرض الرد على الشيعة وعقيدتهم بالاثني عشر المذكورين في حديث جابر بن سمرة عن النبي (ص) : الائمة من بعدي اثنا عشر كلهم من قريش) قال : (وهؤلاء المبشر بهم في حديث جابر بن سمرة وقرر انهم يكونون مفرقين في الامة ولا تقوم الساعة حتى يوجدوا وقد غلط كثير ممن تشرف بالإسلام من اليهود فظنوا انهم الذين تدعوا اليهم فرقة الرافضة فاتبعوهم) البداية والنهاية لابن كثير ج6/250 انظر كتابنا شبهات وردود الحلقة الاولى الفصل السادس وبحثنا دعوة إبراهيم وإسماعيل المنشور في مجلة (ميقات الحج) العدد الاول .