حفصة

حفصة بنت عُمَر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى تزوجها في شعبان سنة ثلاث قبل أحد بشهرين . وكانت حفصة عند خُنَيس بن حذافة السَّهمي فمرض والنبي صلى الله عليه وآله ببدر وهو معه ، ومات مقدم رسول الله صلى الله عليه وآله من بدر فخلف عليها رسول الله صلى الله عليه وآله بعد ذلك .

ما نزل من القرآن في عائشة وحفصة:

(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْض فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَات مُؤْمِنَات قَانِتَات تَائِبَات عَابِدَات سَائِحَات ثَيِّبَات وَأَبْكَارًا (5) ... ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوح وَامْرَأَةَ لُوط كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10))التحريم/1-10 .

روي عن عبد الله بن عباس قال : مكثتُ سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطابعن آية فما أستطيع أن أسأله هيبة له ، حتى خرج حاجّاً ، فخرجت معه ، فلما رجعت وكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له ، قال : فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه فقلت : يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وآله من أزواجه ؟ فقال : تلك حفصة وعائشة (1) .

وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وآله كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلاً فتواصيت أنا وحفصة أنْ أَيَّتُنا دخل عليها النبي صلى الله عليه وآله فلتقل إني أجد منك ريح مغافير (2) أكلت مغافير فدخل على إحداهما فقالت له ذلك ، فقال : لا بل شربت عسلاً عند زينب بنت جحش ولن أعود له ، فنزلت (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ) إلى (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ) لعائشة وحفصة (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ) لقوله بل شربت عسلا (3) .

وفي الدر المنثور في تفسير قوله تعالى (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ ...) قال أخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ) قال : دخلت حفصة على النبي صلى الله عليه وآله في بيتها وهو يطأ مارية فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : لا تخبري عائشة حتى أبشرك بشارة فان أباك يلي الأمر بعد أبي بكر إذا أنا مت ، فذهبت حفصة فأخبرت عائشة فقالت عائشة للنبى صلى الله عليه وآله : من أنباك هذا ؟ قال : نبّأني العليم الخبير ، فقالت عائشة : لا أنظر إليك حتى تحرم مارية ، فحرمها ، فانزل الله : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ)التحريم/1 .

وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن عائشة في قوله تعالى (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ) قال : أسرَّ اليها أنَّ أبا بكر خليفتي من بعدي .

وأخرج ابن عدي وأبو نعيم في فضائل الصحابة والعشاري في فضائل أبي بكر وابن مردويه وابن عساكر من طرق عن علي عليه السلام وابن عباس قالا : والله إنَّ إمارة أبي بكر وعمر لفي الكتاب (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ) قال لحفصة : أبوك وأبو عائشة واليان الناس بعدي فإياك إن تخبري أحداً .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس : (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ) قال : أسر إلى عائشة في أمر الخلافة بعده فحدثت به حفصة .

وأخرج أبو نعيم في فضائل الصحابة عن الضحاك (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ) قال : أسر إلى حفصة بنت عمر أن الخليفة من بعده أبوبكر ومن بعد أبي بكر عمر .

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : (عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْض)التحريم/3 قال : الذي عرف أمر مارية وأعرض عن بعض قوله : ان أباك وأباها يليان الناس بعدي مخافة ان يفشو .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس مثله .

وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال : ما استقصى كريم قط لأنَّ الله تعالى يقول : (عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْض) .

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن عطاء الخراساني قال : ما استقصى حليم قط ، ألم تسمع إلى قوله : (عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْض) .

وفيه في قوله تعالى : (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ) التحريم/4 . قال : أخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : فقد صغت قلوبكما قال : مالت وأثمت (4) .

وأخرج ابن مردويه عن أسماء بنت عميس سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : (وصالح المؤمنين) قال : علي بن أبى طالب .

وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس في قوله : (وصالح المؤمنين) قال : هو علي بن أبي طالب (5) .

______________________

(1) صحيح البخاري ج4 ص1866 .

(2) صمغ الرِّمث (شجر من الحَمض دون القامة ربما خرج منه عسل شديد الحلاوة) والعرفط هو شجر العِضاه له صمغ خبيث الرائحة .

(3) البخاري ج4 ص1865 .

(4) تفسير الدر المنثور ج6 ص241ـ242 .

(5) تفسير الدر المنثور ج6 ص244 .