قريش تؤذي
الرسول صلى الله عليه وآله

واجترأت قريش على رسول الله بعد موت أبي طالب وطمعت فيه وهمَّت به مرة بعد أخرى وآذته أشدّ الإيذاء ، وكان المؤذون له كثيرين منهم : أبو جهل عمرو بن هشام بن المغيرة من بني مخزوم ، وأبو لهب عمّ النبي ، والحكم بن أبي العاص (1) والعاص بن وائل (والد عمرو بن العاص) ، وعُقْبَة بن أبي مُعَيْط (2) وعُتبة بن ربيعة بن عبد شمس (3) وشيبة بن ربيعة بن عبد شمس (4) وهُبيرة بن أبي وهب المخزومي (5) وغيرهم .

______________________

(1) قال في لسان العرب تحت مادة خلج : أَن الحكم بن أَبي العاصي أَبا مروان كان يجلس خلف النبي ، صلى الله عليه و سلم ، فاِذا تكلم اخْتَلَجَ بوجهه فرآه ، فقال : كن كذلك ، فلم يزل يختلج حتى مات، أَي كان يحرِّك شفتيه و ذقنه استهزاء و حكايةً لفعل سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه و سلم ، فبقي يرتعد إِلى أَن مات ، وقال البلاذري في انساب الاشراف ط دار المعارف ج1 ص150 كان رسول الله يمشي ذات يوم وهو خلفه يخلُج (اي يحرك) بانفه وفمه فبقي على ذلك وكان من الطلقاء وكان مغموصا في دينه . اطلع يوما على رسول الله وهو في بعض حجر نسائه فخرج اليه النبى (صلى الله عليه وآله) بعنزة وقال : من عذيري من هذه الوزغة ؟ لو أدركته لفقأت عينيه لعنه وما ولد وغربه عن المدينة فلم يزل خارجاً منها إلى ان استخلف عثمان فرده وولده فكان ذلك ممّا انكر عليه(العنزة : العصا) .

(2) قال البلاذري ج1 ص147 يكنّى ابا الوليد واسم أبي معيط ابان بن أبي عمرو بن أمية وكان عقبة من اشد الناس عداوة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وأذى له وروى الواقدي أن عقبة عمد إلى مكتل (أي زنبيل) له فجعل فيه عذرة ثم ألقاه على باب النبي (صلى الله عليه وآله) فبصـر به طُليب بن عمر بن وهب بن عبد قصي بن كلاب وأمه أروى بنت عبد المطلب فأخذ المكتل وضرب به رأسه وأخذ بإذنيه ونشب به عقبة فذهب به الى أمه فقال لها : ألا ترين إلى ابنك قد صار غرضاً دون محمد ؟ فقالت (ومن أولى به منه بذلك ؟ هو ابن خاله ، أموالنا وأنفسنا دون محمد) وجعلت تقول :

إنَّ طليباً نصر ابن خاله   آساه في ذي دمه وماله

فلما كان يوم بدر إتي بعقبة أسيراً فأمر به النبي (صلى الله عليه وآله) بضرب عنقه فجعل عقبة يقول : يا ويلتي علام أقتل يا معشر قريش أقتل من بين هؤلاء ؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لعداوتك لله ولرسوله.

(3) قتل يوم بدر كافرا قتله حمزة بن عبد المطلب .

(4) قتل يوم بدر قتله عبيدة بن الحارث بن المطلب ، وكان أسن من عتبة بثلاث سنين .

(5) وهو زوج أم هانئ بنت أبي طالب هرب يوم الفتح إلى اليمن فمات هناك كافرا،وخطب النبي (صلى الله عليه وآله) أمَّ هانئ بعد هبيرة فاعتذرت لرسول بكونها مُصبِيَة(أي ام صعار)،وتخشى ان يؤذوه،وكانت قد ولدت لهبيرة:عمرا وهانئا ويوسف وجعدة بني هبيرة فيما ذكر الزبير بن بكار وغيره،وقد وَلِيَ جَعدةُ خراسانَلعلي  عليه السلام وكان من وجوه شيعته وكذلك كان بنوه عبد الله وعلي والحسن والحارث ويحيى في الكوفة .