<< السابق | التالي >> | المحتويات | بحث | الرئيسية

شبهات وردود
الحلقة الثالثة : الرد على الشبهات التي أثارها كتاب أحمد الكاتب حول إمامة أهل البيت
الفصل الاول : موارد من الكتاب والرد عليها

المورد التاسع : الوصية في رسالة الحسين (عليه السلام)

قوله : لا توجد اية اثار لنظرية النص في قصة كربلاء سواء في رسائل الشيعة او رسائل الحسين (عليه السلام) .

اقول : بل رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) الى اهل البصرة برواية الطبري عن ابي مخنف تذكر الوصية (علما ان الطبري وابا مخنف كلاهما يذهب الى ان الإمامة بالاختيار) .

نص الشبهة

قوله : « ولا توجد اية آثار لنظرية النص في قصة كربلاء سواء في رسائل شيعة الكوفة إلى الإمام الحسين ودعوته للقدوم عليهم أو في رسائل الإمام الحسين لهم » ص18 .

الرد على الشبهة

أقول : إذا كان الاستاذ الكاتب يريد أخبار قصة كربلاء كما رواها الطبري عن أبي مخنف صاحب كتاب مقتل الحسين (عليه السلام)فان أبا مخنف كان من رجال العامة ويرى الإمامة بالشورى وينكر النص فكيف يترقب منه ان يروي كلمات الحسين (عليه السلام)أو أصحابه التي تشير إلى قول النبي (صلى الله عليه وآله) فيه وفي أخيه وأبيه من قبل ؟

ومع ذلك كله فقد روى الطبري عن أبي مخنف عن رجاله كتاب الحسين (عليه السلام)إلى اهل البصرة « أما بعد ، فإن الله اصطفى محمداً (صلى الله عليه وآله) على خلقه ، وأكرمه بنبوته ، واختاره لرسالته ، ثم قبضه الله إليه وقد نصح لعباده ، وبلغ ما أرسل به (صلى الله عليه وآله) ، وكنا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته واحق الناس بمقامه في الناس ، فاستأثر علينا قومنا بذلك ، فرضينا وكرهنا الفرقة ، وأحببنا العافية ، ونحن نعلم أنا أحق بذلك الحق المستحق علينا ممن تولاه ، وقد احسنوا واصلحوا ، وتحروا الحق ، فرحمهم الله ، وغفر لنا ولهم . وقد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب ، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله) ، فإن السنة قد أميتت ، وان البدعة قد أحييت ، وان تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته » .  (1) وليس من شك ان قوله (عليه السلام) « وكنا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته واحق الناس بمقامه » وقوله « ونحن نعلم أنا أحق بذلك الحق المستحق علينا ممن تولاه » يشير إلى النص والوصية وأولوية الاختصاص بحق الحكم ، ولكن الرواة اضافوا إلى ذلك عبارة (عليه السلام) في الثناء على الخلفاء الثلاثة قوله « فاستأثر علينا قومنا بذلك فرضينا وكرهنا الفرقة . . . وقد احسنوا واصلحوا وتحروا الحق فرحمهم الله » وهذا الكلام واضح التزوير فان عليا (عليه السلام) لم يبايع من سبقه إلا كرها .

لقد اضاف الرواة هذا القول ليجعلوا الأولوية التي أشار إليها الحسين (عليه السلام) بقوله « وكنا . . أحق الناس بمقامه (صلى الله عليه وآله)» أولوية تفضيل وقد مر الكلام على ان اولوية اهل البيت(عليهم السلام) هي أولوية اختصاص في المورد الاول من الفصل الثاني .

______________________

(1) تاريخ الطبري ج5 ص . .

<< السابق | التالي >> | المحتويات | بحث | الرئيسية

صفحة مكتب العلامة المحقق السيد سامي البدري