<< السابق | التالي >> | المحتويات | بحث | الرئيسية

شبهات وردود
الحلقة الثالثة : الرد على الشبهات التي أثارها كتاب أحمد الكاتب حول إمامة أهل البيت (ع)
الفصل الثاني : رسائل القراء

ثانيا : رسائل اخرى

احمد عثمان (من السودان) : حقا لقد فوجئنا بالتدليس الذي كان يمارسه صاحب الشورى

منتظر احمد (من السودان) : كنا نتوقع ان يبرز من يناقش احمد الكاتب فيما يقول ونحكم نحن بين المتناظرين

الرسالة الأولى من السودان

الحمد لله رب العاملين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد واله الطيبين الطاهرين .

سماحة سيدنا العلامة الحجة السيد سامي البدري ايدك الله بتأييده .

السلام عليكم سيدي ورحمة الله وبركاته . لعلكم بخير نسأل الله لكم ولجميع العاملين في الدفاع عن التشيع التوفيق والسلام والقبول والرضوان .

اكتب اليك سيدي بعد ان اطلعت على ردكم على صاحب الشورى اللندنية احمد الكاتب في الحلقتين الاولى والثانية ولا ادري اصدرت الثالثة ام لا وقد اطلعني على ردودكم هنا الاخ الفاضل هـ . ط فله الشكر ولكم الشكر في المقام الاول .

اني قد قرأت كتاب احمد الكاتب وكان على الدسك الكمبيوتري في ثلاثة اجزاء وذكر المؤلف ان الجزء الرابع سيعنى بدراسة الزيارات للائمة بالذات لمولانا صاحب العصر والزمان (عج) والتي يتضح منها كما يقول التخبط في عدد الائمة عليهم الصلاة والسلام ليخلص الى القول بان عقيدة الاثني عشر اماما انما هي طارئة على الفكر الشيعي ولم تعرف عند الائمة وزعماء الطائفة حتى القرن الثالث .

ثم جاءت الشورى ووصلتنا بالسودان منذ العدد الاول وقرأت منها حتى العاشر ولا ادري اتوقف نهائيا ام انها اصبحت لا تصل الينا وعلى كل حال اصبحنا نلتقي مع بعض الاخوة المؤمنين ونتباحث في ما تقوله النشرة ولم نكن نصل الى رؤية واضحة اذ ان المصادر التي يشير اليها لم تكن متوفرة لدينا وعلى افتراض وجود واحد منها فما كنا اهل تخصص ولا من علماء الدراية ولا دارسي الاصول لنرجح بين نصوص يدعى صاحب النشرة انها متعارضة وما لم يتم الجمع بينها بوجه مقبول فلا يمكن القطع بصدورها عن الائمة (عليهم السلام) بل يستحيل ذلك وبما انا لا نملك الادوات التي تجعلنا نرجح رواية على الاخرى ومع يقيننا بعدم صدور الشىء وحتى عن الائمة (عليهم السلام) فانا كنا نتوقف في الامر ونسلي انفسنا بان اهل الاختصاص هم الذين يهبون لرد الشبهات والدفاع عن ساحة الحق الاقدس ، ونصطدم احيانا كثيرة بان الاصول لا يجوز فيها التقليد وانها ليست من القضايا الفقهية التي يترك امرها لمراجعنا رضوان الله عليهم وانما يتعلق الامر بقضية عقائدية يلزم تبينها بعد البحث والاستيقان ، وكنا نقول لبعضنا بعضنا ان هذه النصوص على فرض انها غير موجودة فلم تكن لتعطل الناس عن اللجوء الى اهل البيت (عليهم السلام) باعتبارهم افضل من غيرهم في كل عصر عاشوا فيه وعلى افتراض انه لا نصوص تطلب من الناس مباشرة الانقياد لهم والتسليم بهم فان العقل السليم المتحرر عن الاهواء يحكم بتقديمهم على من سواهم ويأتينا العقل قائلا بان خلافة النبوة يلزم ان تتحلى بصفات النبوة وان لم تكن هنا باطلاقاتها فاستثناءات محدودة ونبحث في تاريخ خلفاء النبي (صلى الله عليه وآله) الذين اتت بهم السقيفة لنجد انه ما من عمل نبه النبي (صلى الله عليه وآله) الى اهميته وخطورته وضرورة الاتيان به او اكد على النهي عنه الا اتوا عليه ثلاثتهم بلا استثناء وكأنما عمدوا الى كل امر فخالفوه وإلى أي نهى فاصروا على الاتيان به وكنا نقول للاخوة ان هؤلاء لن يحكم العقل اصلا بصحة خلافتهم للنبي وان اجتمع الناس عليهم لانه سيكون اجتماعا على فرض تحققه طاعنا في النبوة معارضا لما رسخ من اعتقاد بان النبوة لطف رباني وهؤلاء لم يكونوا ابداً لطفا ، ومن جانب ندرس تاريخ اهل البيت (عليهم السلام) كما درسنا تاريخ هؤلاء لنجد انه ما من امر صدر عن النبوة الا التزموه وما من نهي جاء به الشرع الا كانوا ابعد الناس عنه بل ما ارتكبوه اصلا حتى قبل النهى عنه .

وكنا كثيرا ما نخرج من المداولات بعد صدور الشورى من اول كل شهر بان يقيننا باق مع التأمين على ان هناك شبهات يلزم التصدي لها والرد عليها وسمعنا ان حاضرة العلم وعش آل محمد مدينة قم المقدسة تتناول هذه القضية من مجالسها الفكرية ومنتدياتها الثقافية ووعدنا احد الاخوة الافاضل في زيارة له الى قم بأنه سيسعى الى من يعلم انه ناقش صاحب الشورى .

وبعد فترة طويلة من ذهاب الاخ جاءت الحلقة الاولى منكم الى بعض الاخوة ثم مؤخرا جاءت الحلقة الاولى في شكلها الجديد الانيق ومعها الحلقة الثانية وحمدنا الله تعالى ان وفق بعض العلماء للقيام بهذا العمل المقدس .

وحقا لقد فوجئنا بالتدليس الذي كان يمارسه صاحب الشورى مما جعلنا نشك من هدفية طرحه اذ اطلعنا يراعكم الشريف على ان احمد الكاتب يتجاهل بعض الروايات التي تتعارض مع مدعاه وكان الاليق لصاحب البحث العلمي النزيه ان يطرح ما يدعم به رأيه ثم يطرح ما يعارض رأيه من نفس المصادر ويناقشه ويرد عليه او يطرح فهما اخر للروايات التي لا يدل ظاهرها على مدعاه معللا ذلك ، وللجميع ابداء الآراء فيما يطرح سلبا او ايجابا وبذا يكون محترما ويعتبر باحثا كغيره من اهل العلم على طول الزمان وعرضه .

فلكم الشكر سيدي اجزله على وقفتكم الشجاعة بوجه هذه الشبهات ونسأله تعالى ان يجعله عملا مقبولا عنده ويحشركم مع أجدادكم الطاهرين .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصلى الله على مولانا محمد واله المعصومين المظلومين .

الخرطوم في يوم الاثنين 17 صفر 1418 هجـ 23 /6/1997م .

احمد عثمان

الرسالة الثانية من السودان

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سادة الخلق محمد واهل بيته المعصومين

سماحة سيدنا المحقق العلامة السيد سامي البدري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وادفع دعواتي الى الله مخلصا ان يجزيكم عن خدماتكم الجليلة التي قمتم تقومون بها دفاعاً عن الحق وايضاحاً للحقيقة واظهاراً لها بعد ارجاف المرجفين وتحريف المبطلين فجزاكم الله بما قدمتم احسن جزاء المجاهدين في سبيل الحق وسدد حجتكم واوضع حجتكم انه سميع مجيب .

وبعد فأنني من المستبصرين لطريق آل محمد (عليهم السلام) منذ سنين عديدة وكانت امور التشيع عندنا متسقة ولا نجد من الشبهات الا اباطيل ضعافاً واعتراضات هشة يعترضنا بها اهل النصب والعداوة لاهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله وسلامه عليهم حتى جاءنا الزمان بشبهات احمد الكاتب وكنا في السابق نعرفه من خلال كتبه التي كانت ولازالت جيدة مثل (10-1 = صفر) (يوميات فاطمة الزهراء(ع » . وغيرها ونعرفه كذلك من خلال بعض الاخوة السودانيين الذي التقوه في الخرطوم وسوريا وايران وكان ممدوح السيرة محمود النقيبة الى ان اطلع بما احبط عمله واركسه في هوة الضلال ، وكان لنا السبق في قراءة كتابه المكتوب على الكمبيوتر (لا ندري انه كان طبع ام لا) ثم النشرة (الشورى) والتي قرأنا منها اكثر من عشرة اعداد ، وطوال هذه الفترة كنا نتوقع من علمائنا حراس العقيدة بنور العلم ان يتصدوا للرد عليه وتفنيد حججه وازاحة الشبهات التي اثارها خاصة وانه كان يتبحج في نشرته بأنه طالب علماء النجف وقم بان يردوا على ما جاء به من حجج دامغة وبراهين ساطعة (على حسب قوله) ويتهكم على ان الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكانيوالشيخ ناصر مكارم الشيرازيحفظهم الله كوََّنوا لجنة للرد عليه وايضاح الحق في الموضوع .

ثم انه زاد في الطنبور نغمة حين زعم انه تحدى العلامة المحقق الحجة سيدي مرتضى العسكري ابقاه الله للمسلمين ذخراً وكهفاً وحصنا (لا استطيع لو ملأت الاوراق مديحاً ان أكافئ ولو حسنة صغيرة من حسناته علىََّ وعلى المسلمين) . ان يرد على ما جاء به ، وكدنا نظن لولا علمنا اليقين والقاطع ببطلان بعض حججه من كتابه ونشرته حول حديث الائمة الاثني عشر والنص على امامة الامام علي عليه السلام والائمة من ولده (عليه السلام) ولكن تبقى هناك بعض القضايا التي لا نستطيع ان نستوثق من صحتها او عدمها لانا لا نملك المصادر التي رجع اليها فنرجع اليها كالغيبة للنعماني وللطوسي وعيون اخبار الرضا (عليه السلام) والارشاد والامامة والتبصرة من الحيرة والمقالات والفرق وغيرها .

فانتظرنا رد المتخصصين على هذه الاشكالات التي طرحها احمد الكاتب فلم نجد احداً حتى جائني الاخ الولي الناصح هـ . ط (جزاء الله عنا كل خير) بنشرة قال ان فيها رداً على احمد الكاتب فما ان فتحتها حتى رأيت فيها علماً جماً وتحقيقاً دقيقاً عميقا وبحثا جاداً في اصل كل شبهة والرد عليها بما هو الحكمة وفصل الخطاب .

وقد اتاحت لي العناية الالهية ان اقرأ الحلقتين اللتين صدرت اولاهما في جمادى الاولى 1417 والثانية في رجب من العام نفسه وقد قرأت الحلقتين بعناية حتى استفيد من دقائق التحقيق ونفائس البحوث ولم اجدكم الا ملتزمين بالمنهج العلمي والموضوعي في كل ما رددتم به على المشتبه مع نَفَس علمي واسع وباع طويل في التنقيب و التمحيص ، ولكن استأذن سماحتكم في ان اطرح على سيدنا سؤالاً انتظر الاجابة عليه .

لقد حققتم بما لا مزيد في امر كتاب سليم بن قيس واثبات صحته من ناحية رواية غيرطريق احمد بن هلال العبرتائيومحمد بن علي الصيرفي الكاذبان وروايته من طريق محمد بن ابي عمير عن عمر بن اذينة عن ابان عن سليم وطريق علي بن ابراهيم بن هاشم والصفاروسعد بن عبد الله الاشعريعن ابراهيم بن هاشمويعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن عبد الله بن مسكان وابراهيم بن عمركلاهما عن ابان عن سليم.

وانا الى الان لا اعاني من مشكلة الصيرفي الواقع في طريق محمد بن احمد بن الوليد عن محمد بن علي بن ماجيلوية المنتهي الى النجاشي في الرجال والشيخ الطوسي في الفهرست كما لا اعاني من مشكلة العبرتائي الواقع في طريق الكليني في الكافي عبد علي بن محمد عبد العبرتايئي عبد الله ان ابي عمير عن عمر بن اذينة عن ابان . . . الخ ولكني ارى المشكلة كلها في ابان وان كانت الرحمة الالهية لم تنعم علي برؤية كتاب العلامة المحقق محمد باقر الانصاريعن كتاب سليم بن قيس والذي ذكرتم انه قضى اثنتي عشرة سنة في التحقيق فيه والامر الذي زاد شوقنا الى اقتنائه والاستفادة من نتيجة بحوثه وتحقيقاته . اعود فأقول ان المشكلة كل المشكلة عندي هي في ابان بن فيروز بن عياش لان الطرق الى سليم تنحصر فيه فقط وهو عامي المذهب كذاب وضاع حتى عند اهل الجرح والتعديل من اهل السنة . امثال شعبة بن الحجاج واحمد بن حنبل وغيرهم كما في ميزان الاعتدال لشمس الدين الذهبي وتهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني وكما في كتب اعلامنا الامامية مثل الخلاصة للعلامة الحليورجال المجلسي هذا ما اتيح لي الاطلاع عليه) .

انا في انتظار ردكم .

منتظر احمد

جواب الرسالتين

الاستاذ احمد عثمان والاستاذ منتظر احمد السلام عليكما وبعد :

أشكر لكما عواطفكما ومحبتكما .

سألتما ايدكما الله تعالى لماذا يتم الاطمئنان الى كتاب سليموقد انحصرت روايته بـ ابان بن ابي عياش الموصوف بالضعف وهل رواه بعد استبصاره ؟

جوابه : ان ابان قد استبصر على يد سليم قبيل وفاته ، ثم رواه عنه ، وقد انحصرت الرواية به لان سليم رحمه الله قد كتبه في فترة اختفائه هاربا من الحجاج الثقفي في بيت ابان بن ابي عياش ، وهو امر طبيعي لمن يعيش حالة التشرد والمطاردة من السلطة وفي موضوع تعاقب السلطة عليه اشد العقوبات وبين ايدينا عشرات من ابرار اصحاب امير المؤمنين لم تصلنا رواياتهم بسبب ذلك امثال حجر بن عدي الذي عرف عنه انه لم يرو عن غير علي (عليه السلام) وكانت له صحف فيها حديث علي (عليه السلام) ومالك الاشتر وعمر و بن الحمق وغيرهم .

قال الذهبي في ميزان الإعتدال : « قال حماد بن زيد قال لي سلم العلوي : يا بني عليك بأبان ، فذكرت ذلك لايوب السختياني فقال : ما نزال نعرفه بالخير منذ كان » . وقال ابن حبان : « كان ابان من العباد يسهر الليل بالقيام ويطوي النهار بالصيام » .

ومن الجدير ذكره ان اول من اسس الوقيعة بأبان (وكان قد اتخذ البصرة موطنا له بعد هجرته من فارس) هو شعبة البصري كان يقول : « لان اشرب من بول حمار حتى اروي احب اليَّ من ان اقول حدثنا ابان بن ابي عياش »  (1) .

وقال البخاري في تاريخه في ترجمة أبان : « كان شعبة سيء الراي فيه »  (2) .

قال العلامة الاسترابادي (رحمهم الله) في منهج المقال : « اني رأيت اصل تضعيفه من المخالفين من حيث التشيع » .

وقال العلامة السيد محسن الامين (رحمهم الله) في اعيان الشيعة : « يدل على تشيعه قول احمد بن حنبل (قيل انه كان له هوى) لتشيعه كما هو العادة » .

وقال العلامة الشيخ موسى الزنجاني في (الجامع في الرجال) : « الاقرب عندي قبول رواياته تبعاً لجماعة من متأخري اصحابنا المحدثين كالصفار وابن بابويه وابن الوليد وغيرهم والرواة الذين يروون عنه » .

وقد استوعب العلامة الشيخ محمد باقر الانصاري الحديث عن ابان في كتابه القيم (كتاب سليم بن قيس) .

هذا مضافا الى ان مضمون كتاب سليم لا ينحصر به ، وعلى فرض اصرار الخصم على اسقاط اعتباره لمشكلة ابان او غيرها فان مضمون رواياته مما تظافرت به روايات الشيعة والسنة .

شكر وتقدير

وقد وردتنا رسائل اخرى تحمل المودة والتقدير من اخوة آخرين منهم (الدكتور عباس الترجمان) الأستاذ بجامعة طهران والشاعر العراقي الكبير الأستاذ (جواد جميل) والأستاذ السيد (ثامر العميدي) والأستاذ (ابي آمال) من قم وطهران ، والأستاذ (هشام الطيب) من السودان ، والأخ (عباس السامرائي) من هولندا نشكرهم جميعا على عواطفهم ومحبتهم ونسأل الله تعالى ان يجعلنا واياهم من الذابين عن مذهب اهل البيت (عليهم السلام) وان يرزقنا جميعاً شفاعتهم .

سامي البدري

______________________

(1) ميزان الاعتدال للذهبي ترجمة ابان .

(2) وللمزيد عن موقف شعبة وامثاله من رجاليي السنة الاوائل ازاء رجال الشيعة الاوائل انظر الفصل الاول المورد الاول من هذه الحلقة .

<< السابق | التالي >> | المحتويات | بحث | الرئيسية

صفحة مكتب العلامة المحقق السيد سامي البدري