<< السابق | التالي >> | المحتويات | بحث | الرئيسية

شبهات وردود
مستدرك الطبعة الرابعة

-1-
الرد على ما كتبه احمد الكاتب في الرد على الحلقة الرابعة من شبهات وردود

نشر أحمد الكاتب في موقعه على الإنترنيت مقالاً يردُّ فيه على الحلقة الرابعة صدَّره بمانشيت : البدري يعترف لا يمكن إثبات وجود الإمام المهدي بصورة مستقلَّة . وفيما يلي بعض كلماته مع تعليق مختصر عليها

قوله : فوجئت بالأستاذ البدري يؤكد أقوالي ويزيدني إيماناً بما توصلت اليه من قبل من ان الايمان بوجود الامام الثاني عشر ليس الاّ فرضية فلسفية اجتهادية وهمية وهذا ما دفعني الى تقديم الشكر الجزيل له على اعترافه ببعض الحقائق التي ذكرتها من قبل. لقد قلت في كتابي ( تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى الى ولاية الفقيه )ان وفاة الامام الحسن العسكري في سامراء سنة 260 لله جرة دون إعلانه عن وجود خلف له ، أدت الى تفجّر أزمة عنيفة في صفوف الشيعة الإمامية الموسوية وحدوث نوع من الشك والحيرة حول مصير الإمامة بعد العسكريوتفرقهم الى أربعة عشر فرقة. وان القول بوجود ولد له في السر اسمه محمد وانه الامام المهدي ، كان قولاً فرضيا فلسفيا سريا باطنيا قال به بعض أصحاب العسكري بعد وفاته ، ولم يكن الأمر واضحاً وبديهيا ومجمعا عليه بين الشيعة في ذلك العصر. وان دعاوى الإجماع والتواتر والاستفاضة التي يدعيها البعض على وجوده وولادته لم يكن لها وجود في ذلك الزمان. وقلت : ان الدافع الرئيسي لافتراض وجود الولد للامام العسكري هي الأزمة الفكرية التي وقع بها قسم من الامامية نتيجة لاعتقادهم بحتمية وجود إمام معصوم معين من قبل الله في كل زمان الى يوم القيامة. وان الأدلة النقلية ( الروايات والأخبار ) التي يوردونها حول الموضوع اما غامضة او ضعيفة ومختلقة بعد حين. واننا لا بد ان نبحث في الأدلة التاريخية التي تحدثت عن ولادته ومشاهدته في حياة أبيه وبعد وفاته ، ونتأكد منها كطريق وحيد لاثبات وجوده. وانه لا يعقل إثبات وجود انسان في الخارج عن طريق الاستدلال الفلسفي النظري.

أقول :

- كون القول بوجود ولد للحسن العسكر ي هو فرضية فلسفية هو من عنديات الكاتب سبكاً ومعنىً وقوله اننا وافقناه على قوله محض افتراء وبهتان ، وقد اثبتنا في بحوثنا في الحلقة الرابعة من شبهات وردود ان وجود ولد للحسن العسكري مسالة تاريخية موثقة وصلَنا خبرها بالتواتر جيلاً بعد جيل من الثقاة من اصحاب الحسن العسكري (عليه السلام) وحملة العلم الذي افرزتهم حركة ابائه (عليهم السلام)من قبل وصدقهم جمهور الشيعة . انظر في هذا الكتاب ص 491 جواب السؤال الاول من اسئلته. وجواب السؤال رقم 7 في ص 496 وجوا ب السؤال رقم 8 في ص 497 وجواب السؤال رقم 9 في ص 497-500 ، وجواب السؤال 10 في ص 500 .

- الكاتب ينفي دعوى الاجماع على ولادة المهدي (عليه السلام) من قبل اصحاب الحسن الحسن العسكري وقد اثبتنا وجود هذا الاجماع لدى ثفاة اصحاب الحسن العسكري وان الثقاة من اصحاب الحسن العسكري منهم من شاهد الولد ومنهم من ينقل عن الحسن العسكري انه ولد له ولد هو المهدي الموعود .

- ادعى الكاتب ان الشيعة بعد وفاة الحسن العسكري انقسموا الى اربع عشرة فرقة وان واحدة منها وهي شرذمة قليلة قالت بوجود ولد للحسن العسكري ، واثبتنا ان هذه الفرقة التي ادعى انها شرذمة كانت هي جمهور الشيعة وفيهم الثقل العلمي الذي نقل تراث الائمة وحافظ عليه .

- وفي ضوء ذلك فنحن لم نوافقه في شئ من مدعياته وارائه ، ومن ذلك يتضح كذب قوله ( ولكني فوجئت بالاستاذ البدري يؤكد أقوالي ويزيدني إيمانا بما توصلت اليه من قبل من ان الايمان بوجود الامام الثاني عشر ليس الا فرضية فلسفية اجتهادية وهمية وهذا ما دفعني الى تقديم الشكر الجزيل له على اعترافه ببعض الحقائق التي ذكرتها من قبل ).

قوله : وقد اعترف الأستاذ سامي البدري في كتابه الجديد بوقوع الحيرة والفرقة في صفوف شيعة الامام الحسن العسكري والانقسام الى أربعة عشر فرقة ، ونقل أقوال النوبختي والاشعري القمي والمفيد في ذلك. وان كان البدري قد ناقش في زمن وقوع الحيرة وحجم تلك الفرق. ويضيف البدري : "مما لا شك فيه ان قسما كبيرا من الشيعة عاشوا حيرة شاملة حين بلغهم خبر انقطاع النيابة الخاصة بعد وفاة النائب الرابع حيث لا يوجد مرجع معين من الامام المهدي ينهض بأمورهم . وتصدى علماء الشيعة في تلك الفترة لرفع الحيرة التي نشأت بسبب ذلك وكتبوا كتبا خالدة ، مثل كتاب ( الامامة والتبصرة من الحيرة ) لعلي بن بابويه الذي يقول فيه : "رأيت كثيرا ممن صح عقده... قد أحادته الغيبة وطال عليه الأمد حتى دخلته الوحشة فجمعت أخبارا تكشف الحيرة".وكتاب ( الغيبة ) للنعماني الذي يقول فيه : " اما بعد فانا رأينا طوائف من العصابة المنسوبة الى التشيع من يقول بالإمامة... قد تفرقت كلمتها وشكوا جميعا الا القليل في إمام زمانهم وولي أمرهم وحجة ربهم للمحنة الواقعة بهذه الغيبة وان الجمهور منهم يقول في الخلف : أين هو ؟ وأنى يكون؟ والى متى يغيب؟ وكم يعيش؟" وكتاب ( إكمال الدين وإتمام النعمة واثبات الغيبة وكشف الحيرة ) للشيخ الصدوق الذي يقول فيه : " ان الذي دعاني الى تأليف هذا الكتاب... وجدت اكثر المختلفين الي من الشيعة قد حيرتهم الغيبة". ويعلق البدري على ذلك بالقول : ان السر في هذه الحيرة هو انقضاء الجيل الذي شاهد الامام وتعامل معه حسيا ونشر أخباره ، وكون الغيبة ظاهرة جديدة لم يسبق لها مثيل في المجتمع الاسلامي. ويهاجمني قائلا : ان الكاتب لم يكن قد تحرى الأمانة والدقة العلمية ولا استوعب المصادر الأساسية في مثل هذه القضية الخطيرة. وذلك بالرغم من عبارات المؤلفين الثلاثة الصريحة بوقوع الحيرة بسبب الغموض حول وجود الامام الثاني عشر ، وان الشيخ علي بن بابويه كتب كتابه ( الامامة والتبصرة من الحيرة ) في ظل ما يسمى بالغيبة الصغرى ، حيث توفي مع الصيمري في وقت واحد وهو سنة 329 ، كما يذكر البدري نفسه الا ان البدري يتغافل عن كل ذلك ويحاول ان يوهم القراء بصورة تعسفية بأن سبب الحيرة التي عمت الشيعة في ذلك العصر هو انقطاع النيابة الخاصة وليس الاختلاف حول وجود الولد للامام العسكري ، ... هكذا يؤول النصوص الصريحة ويفسرها كما يشتهي .

أقول :

- الحيرة لدى الشيعة في مسالة المهدي (عليه السلام) ترتبط بالغيبة وليست بالولادة وقد صرح بذلك النعماني والصدوق ووالده وغيرهم والكاتب جعل هذه الحيرة ترتبط بموت الحسن العسكري من دون ولد ظاهر وقد اوردنا طرفا من هذه النصوص ( انظر الحلقة الرابعة الفصل الاول من كتابنا هذا ).

- و احسبني لست بحاجة الا الى ايراد كلمات النعمان وعلي بن بابويه وابنه في الغيبة لبيان ان النصوص التي نقلها الكاتب صريحة في كون الحيرة بسبب الغيبة وليست بسبب موت الحسن العسكري من دون ولد ظاهر .قال علي بن بابويه : رأيت كثيرا ممن صح عقده... قد أحاد ته الغيبة وطال عليه الأمد حتى دخلته الوحشة ، وقا ابنه الصدوق : ان الذي دعاني الى تأليف هذا الكتاب... وجدت اكثر المختلفين الي من الشيعة قد حيرتهم الغيبة". وقا ل النعماني : اما بعد فانا رأينا طوائف من العصابة المنسوبة الى التشيع من يقول بالإمامة... قد تفرقت كلمتها وشكوا جميعا الا القليل في إمام زمانهم وولي أمرهم وحجة ربهم للمحنة الواقعة بهذه الغيبة وان الجمهور منهم يقول في الخلف : أين هو ؟ وأنى يكون؟ والى متى يغيب؟ وكم يعيش؟"

- واترك الامر الى ا لقارئ الكريم ليحكم من هو ا لذي يؤول النصوص الكاتب ام البدري !!! .

قوله :

يدعي البدري : ان الجمهور من الشيعة أجمعوا على إمامة القائم المنتظر وأثبتوا ولادته. ويستشهد لذلك بقول للمفيد في ( الفصول المختارة ) يسنده الى النوبختي ويقول فيه : " لما توفي أبو محمد الحسن بن علي افترق أصحابه بعده - على ما حكاه أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي - بأربع عشرة فرقة ، فقال الجمهور منهم بإمامة القائم المنتظ واثبتوا ولادته وصححوا النص عليه وقالوا هو سمي رسول الله ومهدي الأنام". ويفترض البدري قائلا : يتضح من هذا النص ان نسخة النوبختي المطبوعة قد أصابها التحريف حين لم يذكر فيها عبارة ( الجمهور منهم ) . وبناء على ذلك يلومني على عدم التحقيق في النسخ الموجودة من كتاب النوبختي ( فرق الشيعة  ) وكتاب الاشعري القمي ( المقالات والفرق ). ويستشهد بقول آخر لأبي سهل النوبختي في التنبيه في الامامة ) : ان الحسن خلف جماعة من ثقاته ممن يروي عنه الحلال والحرام ويؤدي كتب شيعته وأموالهم ويخرجون الجوابات ، فلما مضى أجمعوا جميعا على انه خلف ولدا هو الامام وأمروا الناس ان لا يسألوا عن اسمه وان يستروا ذلك من أعدائه. ويعلق البدري مفترضا : من البعيد جدا ان يكون ابن الأخت ( أبو سهل ) وهو معني بالأمر غير مطلع على كتاب خاله ( الحسن بن موسى ) في الموضوع نفسه ، وهو شيخ متكلمي الشيعة في بغداد في وقته ، واذا اطلع عليه وكان مختلفا فمن البعيد ان لا يذكر رأيه. ويمضي الأستاذ سامي البدري في الاستدلال على قوله بأن جمهور الشيعة كان يقول بوجود الولد بالاستشهاد بأقوال عدد من علماء السنة كأبي الحسن الاشعري ( توفي سنة 297 )  (1) والذهبي ( توفي سنة 748 ) وابن حزم الأندلسي ( توفي سنة 548 ) وسبط ابن الجوزي ( توفي سنة 645 ) ومحمد بن طلحة الشافعي ( توفي سنة 652 ) وابن طولون ( توفي سنة 953 ) وابن الصباح المالكي ، الذين قالوا بأن جمهور الرافضة ثبتوا على ان للحسن ابنا أخفاه ، فيستنتج البدري ويقول : يتضح من ذلك كله في ضوء المصادر السنية والشيعية القديمة ان جمهور أصحاب الحسن العسكري وثقاته وهم جمهور الشيعة آنذاك كانوا يقولون بالولد وكون أبيه الحسن قد نص على إمامته وانه المهدي الموعود. واعتمد البدري على قول المفيد وهو متأخر مائة عام على الأقل عن النوبختي والاشعريوخلط في قراءة نص المفيد الذي ينسب الى النوبختي القول بتفرق شيعة العسكري الى أربعة عشر فرقة  ، فقط ، ويضيف من عنده بقية الكلام . ويتضح هذا من ذكر المفيد لاسم القائم وانه مهدي الأناموهذا ما لم يرد في نص النوبختي او الاشعري اللذين كانا يحرمان الإشارة الى ذلك. وربما كان قول المفيد ( فقال الجمهور منهم ) حكاية عن زمانه في أواخر القرن الرابع او الخامس الهجري ، ... والنوبختي يتحدث عن الحيرة في أواسط القرن الثالث الهجري في أعقاب وفاة الامام العسكري ، ولم يشر الى الاتجاه العام ( الجمهور ). وقد أكد هذه الحقيقة ( عدم قول الجمهور ) أبو سهل النوبختي المتكلم الشيعي المعاصر للغيبة الصغرى عندما قال : خلف الحسن جماعة من ثقاته فلما مضى أجمعوا جميعا على انه خلف ولدا هو الامام وأمروا الناس ان لا يسألوا عن اسمه وان يستروا ذلك من أعدائه. ولم يقل ان الشيعة كلهم اجمعوا على ذلك وانما تلك الجماعة . وبالتالي لا حاجة للبدري ان يفترض قراءة ابي سهل لكتاب خاله ( فرق الشيعة ) ، ويقع في حيص بيص. ، ولست أدري لماذا لم يفترض البدري وقوع التحريف في كتاب المفيد او ابي سهل بدلا من افتراض وقوعه في كتابي النوبختي والاشعري القمي؟ وكيف يستشهد البدري بأقوال علماء السنة المتأخرين كالذهبي في القرن الثامن الهجري وابن حزم الأندلسي في القرن السادس وسبط ابن الجوزي في القرن السابع ومحمد بن طلحة الشافعي في القرن السابع وابن طولون في القرن العاشر ، ويسميهم بالمتقدمين .

اقول :

1. اجماع ثقاة اصحاب الحسن العسكري (عليه السلام) على انه (عليه السلام) قد اخبرهم بولادة ولد له هو المهدي المنتظر وان قسما منهم قد رآه لم يكن مجرد ادعاء يدعيه البدري بل نقل نصوص رجلين بارزين من رجال فترة الغيبة الصغرى الاول عالم شيعي وهو ابو سهل النوبختي وهو خال صاحب فرق الشيعة وله كتاب ( التنبيه في الامامة ) ويقول ( ان الحسن خلف جماعة من ثقاته  (2) ممن يروي عنه الحلال والحرام ويؤدي كتب شيعته وأموالهم ويخرجون الجوابات ، فلما مضى أجمعوا جميعا على انه خلف ولدا هو الامام وأمروا الناس ان لا يسألوا عن اسمه وان يستروا ذلك من أعدائه ). والثاني عالم سني وهو ابو الحسن الاشعري صاحب كتا ب المقالات والفرق الذي انتهى من تاليفه سنة 297 هجرية يقول وهو بصدد الحديث عن فرق الشيعة : ( فالفرقة الاولى منهم وهم القطعية وانما سموا قطعية لانهم قطعوا على موت موسى بن جعفر بن محمد بن علي وهم جمهور الشيعة يزعمون ان النبي نص على امامة على بن أبي طالب واستخلفه بعده بعينه واسمه وان عليا نص على امامة ابنه الحسن بن على وان الحسن بن على نص على امامة اخيه الحسين بن على وان الحسين بن على نص على امامة ابنه على بن الحسين وان على بن الحسين نص على امامة ابنه محمد بن على وان محمد بن على نص على امامة ابنه جعفر بن محمد وان جعفر بن محمد نص على امامة ابنه موسى بن جعفر وان موسى بن جعفر نص على امامة ابنه على بن موسى وان على بن موسى نص على امامة ابنه محمد بن على بن موسى وان محمد بن على بن موسى نص على امامة ابنه الحسن بن على بن محمد بن على بن موسى وهو الذي كان بسامرا وان الحسن بن على نص على امامة ابنه محمد بن الحسن بن على وهو الغائب المنتظر عندهم الذي يدعون انه يظهر فيملأ الارض عدلا بعد ان ملئت ظلما وجورا ).

2. استشهادنا بقول المفيد لم يكن الهدف منه اثبات ان جمهور الشيعة المعتقدين بامامة الحسن العسكري (عليه السلام) وامامة ابائه (عليه السلام)من قبل بان الحسن العسكري مات عن ولد هو المهدي المنتظر بل لا ثبات ان نسخة فرق الشبعة للنوبختي محرفة اذ ان النص الذي نقله المفيد يذكر فيه ان الفرقة التي تقول بوجود ولد للحسن العسكري هو المهدي المنتظر هم جمهور الشيعة وعبارة جمهور الشيعة خالية من نسخة فرق الشيعة المعاصرة .

- فهذه قرينة اولى على التحريف .

- ثم اوردنا قرينة ثانية على تحريف نسخة صاحب الفرق وهي راي ابي سهل الذي اوردنا نصه انفا ، وهو خال صاحب الفرق فلو كان لابن الاخت راي مخالف لخاله في مثل هذه المسالة الخطيرة لذكره ، وبخاصة وكلاهما من الامامية الاثني عشرية .

- ثم اوردنا قرينة ثالثة على التحريف وهي ماذكره الاشعري السني صاحب المقالات والفرق الذي اوردنا قوله انفا وهو معاصر للنوبختيين الخال وابن اخته ، فانه يؤكد مانقله الخال امن ان عقيدة جمهور الشيعة في عصره ( سنة 297هجرية ) هو ان الحسن العسكري نص على ولده المهدي المهدي المنتظر وانه الغائب عندهم .

- ثم اوردنا قرينة رابعة على التحريف وهي ما ذكره السيد هبة الدين الشهرستاني في مقدمة كتاب فرق الشيعة للنوبختي ان نسخة من كانت عند ابن حزم ت 548 هجرية فاذا ضممنا الى ذلك ان ابن حزم قال في معرض حديثه عن فرق الشيعة : ( ثم مات الحسن غير معقب فافترقوا فرقا وثبت جمهورهم على أنه ولد للحسن بن علي ولد فأخفاه ) وقال ( وقالت القطعية من الامامية الرافضة كلهم وهم جمهور الشيعة ومنهم المتكلمون والنظارون والعدد العظيم بان محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي ابن موسى بن جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب حي لم يمت ولا يموت حتى يخرج فيملأبالأرض عدلا كما ملئت جورا وهو عنهم المهدي المنتظر . ) نفهم من ذلك انه لو كانت نسخة فرق الشيعة للنوبختي لم يكن فيها عبارة ( جمهور الشيعة ) امام الفرقة التي قالت بوجود ولد للحسن العسكري لاستفاد منه ابن حزم ولذكر ان ذلك عقيدة شرذمة قليلة .

3. كان استدلالنا على ان عقيدة جمهور الشيعة في الثالث الجري كما اسلفنا بمصدرين قديمين يعودان الى فترة الغيبة الصغرى نفسها ، الاول كتاب ابي سهل النبوبختي الشخصية العلمية الكلامية الشيعية البارزة والثاني كتاب مقالات الاسلاميين لابي الحسن الاشعري الشخصية العلمية الكلامية السنية البارزة . واما ما استشهدنا به من قول الذهبي واو سبط ابن الجوزي او محمد بن طلحة الشافعي او ابن الصباغ المالكي او ابن طولون فهو ليس للاستدلال بل لتفهيم الكاتب ان هؤلاء انصفوا عن اعتمدوا على الاشعري السني في ذكر حقيقة معتقد جمهور الشيعة في القرن الثالث الهجري والاشعري السني كان منصفا ومتحريا للامانة العلمية حين ارخ لعقيدة جمهور الشيعة في زمانه وذكر انهم يعتقدون بان الحسن العسكري نص على امامة ولده المهدي وانهم يعتقدون بغيبته وهذا هو عين الانصاف حين يريد المؤرخ ا ن ينسب لجماعة او طائفة امرا يعتمد على مقولتهم الواضحة وعلى مصادرهم المعتبرة .

4. اراد الكاتب ان يكثر المصادر لتاييد مدعاه ان الذين يقولون بوجود ولد للعسكري  (عليه السلام)هم شرذمة قليلة فاعتمد على نسخة فرق ا لشيعة للنوبختي المطبوعة وعلى كتا ب المقالات والفرق المنسوبة للاشعري الشيعي ، كما ساق نصوص الحيرة في الغيبة التي ذكرها علي بن بابويه وابنه والنعماني فصرفها عن ظاهرها بتأويل لا يخفى على القارئ الكريم . ونحن اشرنا الى ان الكتابين هما كتاب واحد وليسا كتابين وبعبارة اخرى انما هما نسختان لكتاب النوبختي وقد اصابهما التحريف كما اثبتنا ذلك انفا .

وفي صفحاته التي كتبها امور اخرى لا اجد من الصحيح ان اضيع وقتي ووقت القارئ الكريم بها .

______________________

(1)  ) هذه سنة تاليفه كتابه مقالات الاسلاميين اما وفاته فقد كانت سنة 324.

(2)  ) هؤلاء الثقاة من اصحاب الحسن العسكري (عليه السلام)هم وجوه اصحاب ابائه (عليه السلام) .

<< السابق | التالي >> | المحتويات | بحث | الرئيسية

صفحة مكتب العلامة المحقق السيد سامي البدري