السابقالتاليالمحتوياتالصفحة الأساسية

الحلقة الثانية - صفحة 45

الفصل الثاني:

 ملاحظات على مقال الدكتور البغدادي في رده على الشهيد الصدر رحمه الله


صفحة 47

 

البغدادي يرد على الشهيد الصدر !

 

نشر احمد الكاتب في نشرته الشورى العدد الثالث مقطعا من كلام الشهيد الصدر اقتطعه من كتابه (بحث حول الولاية) الذي يبرهن فيه على بطلان الشورى في المجال الأول والثاني الاَّنفي الذكر ويثبت فيه النص على علي (ع) وبقية أهل البيت (ع) . وقد صدَّر صاحب النشرة الكلام المقتطع بمانشيت عريض “ الصدر : الصحابة لم يعرفوا نظام الشورى ”وقدم له مقدمة طلب فيها من القراء والمفكرين المسلمين ان يولوها كبير اهتمامهم لأنها رؤية لا تزال حية في أذهان الكثير من المثقفين وانه يستقبل أية مناقشة لها ثم نشر في العدد السادس مقالا يحمل عنوان “ الشورى منهج حياة المسلمين ”وبتوقيع الدكتور عبد الله البغدادى (1) يرد فيه على

__________________________________

(1) لا ندري فيما إذا كان هذا الاسم له وجود واقعي أو هو اسم مستعار آخر لصاحب النشرة !


صفحة 48

الشهيد الصدر وقد جاء الرد في محورين هما :

المحور الأول: يثبت فيه البغدادي ان النبي (ص) كان يستشير أصحابه في القضايا التنفيذية العامة ويأخذ برأيهم فيها ثم ذكر قصة مشورة النبي أصحابه في قصة بدر واحد وغيرها .

المحور الثاني: وينكر فيه وجود النص على علي (ع) ويقول ان بيعة الخلفاء كانت على أساس الشورى ودون تهديد أو قوة سلاح ومما قاله في هذا الصدد :

ان ما جرى في السقيفة من نقاش حصل فيه ترشيح لأبي بكروآخر لسعد بن عبادة ، وقد تغلب الرأي الأول ، ولم يكن ذلك تمام الشورى ، بل انه كان مجرد ترشيح ، والبيعة التي تمت في مسجد النبي (ص) والتي اجمع عليها جمهور المهاجرين والأنصار كانت لأبي بكر وكان ذلك هو الاستفتاء (للجيل الطليعي من الأمة الذي يضم المهاجرين والأنصار) كما وصفه الشهيد الصدر . ولو لم يبايع المسلمون / وقد فعلوا ذلك طواعية دون تهديد أو قوة سلاح / لما انعقدت بيعة أبي بكر .

وكذلك الأمر في استخلاف أبي بكر لعمر أو في استخلاف عمرللستة ، فالأمر لا يعدو ان يكون ترشيحا خاضعا للقبول أو الرفض


  1. صفحة 49

من الأمة التي تدلي بصوتها في إعطاء البيعة أو رفض ذلك .

أما الاستنتاج من الشهيد الصدر بأن (الطريق الوحيد الذي بقي منسجما مع طبيعة الأشياء ، ومعقولا على ضوء ظروف الدعوة والدعاة وسلوك النبي هو ان يختار النبي بأمر من الله شخصا فيعده إعدادا رساليا وقياديا لتتمثل فيه المرجعية الفكرية والزعامة السياسية) (ولم يكن هذا الشخص المرشح للإعداد الرسالي والقيادي والمنصوب لتسلم الدعوة وتزعمها فكريا وسياسيا إلا الإمام علي بن أبي طالب (ع)) .

فالرد عليه ان الغرابة بمكان ان يكون ذلك (هو الطريق الوحيد الذي بقي منسجما مع طبيعة الأشياء) ومع ذلك لم يجد أغلبية تؤيده من (الجيل الطليعي للامة) بل لم يذكر أحد ممن حضر السقيفة أو شهد البيعة في المسجد النبوي نصا أو وصية من رسول الله (ص) بذلك .

والأغرب من ذلك هو انه لم يرد نص صريح في القرآن والسنة يشير إلى هذا الاختيار النبوي الذي هو (بأمر من الله) !

والأغرب من ذلك كله .. ان الإمام على (ع) لم يحتج لنفسه ـ فيما ثبت عنه ـ بأي قول يشير إلى هذا (التعيين) بل كان مما حاجج


صفحة 50

به الإمام علي (ع) معاوية الذي نازعه سلطانه الشرعي قوله : (ان القوم الذين بايعوني هم القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر ..) ”انتهى كلامه .

 

تعليقنا على الرد في محوره الأول:

هو ان الشهيد الصدر (رح) لم يرفض الشورى في مجال ممارسة الحاكم للشؤون التنفيذية العامة ولم يرفض دورها في تشخيص المرجع في فترة الغيبة الكبرى ودور الانتخاب في حسم حالة تعدد المرجعيات المتكافئة المستوفية للشروط اللازمة وقد وضَّح ذلك مفصلا في كتابيه (لمحة فقهية تمهيدية عن دستور الجمهورية الإسلامية في إيران) و (خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء) . وان الذي كان ينفيه من الشورى في كتابه (بحث حول الولاية) هو الشورى في مجال تعيين القيادة الفكرية والسياسية التي تخلف النبي (ص) والتي تقع على امتداد الرسالة في كل شىء إلا النبوة والأزواج كما مرَّ توضيحه .

وكان ينبغي على صاحب النشرة ان ينبه إلى ذلك وينشر مقاطع من كلام الشهيد الصدر توضح رأيه في ذلك .


صفحة 51

 

أما تعليقنا على الرد في محوره الثاني :

فسيأتي تباعا في هذه الحلقة وفي غيرها ، ومن الجدير ذكره ان إشكالاته التي أثارها ليست مما ينفرد به بل هي إشكالات أثارها قبله كل من كتب من علماء السنة و مثقفيهم في هذا الموضوع وأجاب عليها الشيعة .

 السابقالتاليالمحتوياتالصفحة الأساسية