شبهات وردود - الحلقة الرابعة ـ[137]ـ

الفصل الخامس

الضرورة التي تفرض الايمان بأنَّ المهدي الموعود

هو ابن الامام الحسن العسكري (عليه السلام)

ـ[139]ـ

سؤاله

ماهي المشكلة في الايمان بولادة الامام المهدي في المستقبل وعندما يأذن الله؟ لماذا الاصرار على ولادته في الماضي السحيق وبقائه على قيد الحياة بصورة غير طبيعية ؟ (1) .

جوابنا

إن الامر الذي يفرض الايمان بولادة المهدي الموعود في الماضي السحيق وكونه الثاني عشر من الائمة والتاسع من ذرية الحسين هو صحة اطروحة التشيع الامامي الاثني عشري وصحة إمامة آباء المهدي (عليه السلام) فلو لم تصح إمامة آبائه (عليهم السلام) لم تصح إمامته ، ثم الدليل القاطع تاريخيا على ولادته ونص ابيه عليه وممارسته وظيفته كإمام بعد وفاة ابيه كما مرت الاشارة الى ذلك من خلال البحوث السايقة .

أما الامر الذي يفرض الايمان ببقاء المهدي على قيد الحياة بصورة غير طبييعة فهو النقل المتواتر للشيعة عن الائمة (عليهم السلام) بان الثاني عشر منهم له غيبة طويلة ، مضافا الى سبق تجارب مماثلة في الامم السابقة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) كان هذا السؤال ضمن اسئلته التي عرضها في موقع اسلام 21 على الانترنيت .

ـ[140]ـ

قص القرآن علينا خبرها كقصة غيبة عيسى وقصة طول عمر نوح وقد شاء الله تعالى ان يتكرر ما جرى في الامم السابقة في امة النبي الخاتم ان يكون عمره كعمر نوح وغيبة كغيبة عيسى (1) .

وإضافة الى هذا النقل المتواتر عن المعصومين الذي يفرض علينا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) نبه القرآن على ظواهر خاصة مضت في الامم السابقة انها سيجري نظيرها في الاخرين ، ونموذج ذلك ما جاء في سورة الصافات حيث ذكر الله تعالى اربعة انبياء بظواهر متميزة في سيرتهم وهم 1 . نوح وأبطاء نزول العذاب الذي أنذر به وطول عمره ، 2 . رجعة ارميا . 3 . قصة ابراهيم واسماعيل 3 . قصة موسى وهارون . ثم ذكر عنهم القرآن انه ابقى ذكرهم في أمة محمد (صلى الله عليه وآله) كما في قوله تعالى : (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ (77) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الاخِرِينَ (78) سَلاَمٌ عَلَى نُوح فِي الْعَالَمِينَ (79) ) الصافات/77-79 . وقوله تعالى : (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (114) ... وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الاخِرِينَ (119) سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (120) ) الصافات/114-120 . وقال تعالى (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْح عَظِيم (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الاخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) ) الصافات/107-109 . (وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (123) ... وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الاخِرِينَ (129) ) الصافات/123-129 . و (الاخِرين ) مصطلح قرآني اراد به القرآن الامم المحجوجة بالقرآن ، وقوله تركنا عليه أي ابقينا ذكره وإذا كان المراد هو الذكر العام فإن غير هؤلاء الانبياء قد ذكر ايضا إذن مراده الذكر الخاص وهو ان يكون لذكرهم خصوصية في هذه الامة لاثبات أمر مشابه يحصل يستنكره البعض أو يستغربه ، فتجيء التجربة النبوية السابقة لترفع الغرابة او لتثبت الامر الذي يستنكر ، من قبيل الاستغراب من العمر الطويل للمهدي وبطء نزول العذاب الذي أنذر به النبي (صلى الله عليه وآله) فتأتي قصة نوح شاهدا ، أو من قبيل حصر الامامة بعد النبي في إثني عشر من أهل بيته فتأتي قصة ابراهيم واسماعيل ورفع القواعد من البيت وابتلائه بذبح ولده وابتلاء الولد بطاعة ابيه ثم مكافأة الولد بان جعل الله في ذريته النبي محمد وإثني عشر إماما وتكون القصة خير شاهد على صحة أمر الاثني عشرية ، أو من قبيل منزلة علي من النبي وجعل الامامة فيه وفي ذريته فتجيء قصة منزلة هارون من موسى وجعل الامامة في هارون وذريته . أو من قبيل الاعتقاد برجعة علي (عليه السلام) في آخر الزمان فتجيء قصة رجعة ارميا حيث اماته الله مأة عام ثم بعثه وهو ايليا المذكور هنا وقد فصلنا ذلك في كتابنا (امامة أهل البيت في القرآن الكريم ) نرجو ان نوفق لانجازه ونشره .

ـ[141]ـ

الايمان بولادة المهدي فهناك أمر مهم متفق على وقوعه في آخر الزمان ينبه على صحة الاطروحة الشيعية للمهدي الموعود وكفاءتها في تحقيق الاهداف المرجوة وعدم كفاءة الاطروحة السنية للمهدي الموعود في تحقيق ذلكويتمثل هذا الامر بظهور عيسى في آخر الزمان وفيما يلي عرض موجز لهذه القضية :

إن التصور القرآني عن عيسى يفيد ان الله تعالى بعثه مبشرا بالنبي الموعود (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَىَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُول يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) الصف/6 ، ويؤكد التصور القرآني ان التبشير بالنبي محمد (صلى الله عليه وآله) لم يبدأ بعيسى بل مارسه الانبياء جميعا .

ومما لا شك فيه هو ان احد ابرز الاهداف من المجيء الثاني لعيسى هو إقامة الشهادة للنبي المكي ودعوة المسيحيين والنصارى للاسلام . وسواء افترضنا ان عيسى سوف يظهر قبل المهدي للتمهيد لظهوره أو يظهر بعد ظهوره مؤيدا للمهدي في مواجهته للمسيحيين واليهود لاتمام الحجة عليهم قبل وقوع العذاب الالهي الشامل الموعود على المكذبين منهم فإن ظهور عيسى سوف يكون بحاجة الى استيعاب علمي وقياديمن قبل المهدي الموعود باعتباره يقوم شاهدا له وللرسالة التي يرفع شعارها وكتابها وتابعا له .

والمهدي على التصور السني لن يكون قادرا على استيعاب المسيح بل هو غير قادر على استيعاب طوائف المسلمين .

ـ[142]ـ

لن يكون قادرا على استيعاب المسيح لان المسيح نبي ورسول معصوم ومؤيد الهيا بالمعجزات ومثله لا يمكن ان يستوعبه انسان غير مؤيد بالمعجزات والعصمة والعلم التام .

ولن يكون قادرا على استيعاب الامة المسلمة بلا تأييد الهي بالمعجزة والعصمة والعلم التام لوجود مشكلات اساسية :

منها : مشكلة إثبات كونه المهدي الموعود ، فهو من دون التأييد الالهي الخاص لن يكون قادرا على كسب القناعة الموضوعية التامة من الاخرين .

ومنها : مشكلة إقناع علماء زمانه بالخضوع لارائه في الجرح والتعديل وتخريج الحديث والاستنباط منه فهو على أكثر تقدير مجتهد كباقي المجتهدين يجوز للعوام ان يرجعوا اليه ويخضعوا لافكاره اما المجتهدون الاخرون فلا يوجد أي مبرر للخضوع لفهمه اما تخريجه للحديث وأراؤه في الجرح والتعديل فستكون المشكلة فيها أعظم لو تجاوز فيها ائمة الجرح والحديث التاريخيين كالبخاري وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهم .

ومنها : مشكلة النظام السياسي الذي يسمح له ان يشكل تجمعه الحركي إذ الانبياء مع التأييد الالهي لم يسلموا من الاستضعاف فكيفبالمهدي غير المؤيد .

ومنها : مشكلة الشيعة الذين لن يؤمنوا بمثل مهدي غير معصوم وغير منصوص عليه ولم يكن ابنا للحسن العسكري (عليه السلام) وليس هو الا مهديهم .

ـ[143]ـ

وقد يقول قائل : بأننا نفترض ان المهدي بالتصور السني مؤيد بالمعجزة والعلم التام والعصمة .

قلنا : ان هذا الافتراض سيجعل من المهدي على الاطروحة السنية نبيا لاننا افترضنا ان علمه علم تام لم يستمد من معلم بشري ، وليس من شك ان هذا الفرض سوف يكون خلاف القرآن الذي نص على ان محمدا خاتم النبيين .

وهذا بخلاف المهدي على التصور الشيعي فهو ليس نبيا بل هو عالم مطهر معصوم وارث لتراث جده عن طريق آبائه ملهم بذلك العلم الموروث معرَّف بالنص عليه من قبل ابيه المعرَّف من قبل آبائه المعصومين حتى ينتهي الامر الى النبي (صلى الله عليه وآله) الذي عرَّف بهم جميعا وبعلي في الغدير خاصة وقد وجدت مثل هذه الحالة /أي حالة عالم مطهر وارث للعلم ملهم به وليس بني/ في الامم السابقة وقص القرآن علينا خبرها (1) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) من قبيل قصة طالوت فهو عالم اصطفاه الله تعالى وجعله وارثا لتراث آل هارون العلمي بالوصية من النبي السابق ثم كان علمه بالتراث علما الهاميا وليس مجرد قراءة من الكتب التي بين يديه قال تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِىّ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ الله قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ الله وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَالله عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ الله قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنْ الْمَالِ قَالَ إِنَّ الله اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَالله يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَالله وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لايَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (248) ) البقرة/246-248 .

ـ[144]ـ

إذن لابد من مهدي مؤيد بالعلم والعصمة والمعجزة وليس بنبي وليس هو إلا المهدي على الطرح الشيعي الذي يستوعب ما عجز عنه المهدي على الطرح السني .

يستوعب المهدي على التصور الشيعي ظاهرة المسيح لان هذا المهدي كان قد بشر به عيسى كما بشر بجده النبي(صلى الله عليه وآله) و ابيه علي (عليه السلام) (1) ، وهو معصوم وارث لتراث النبوة الخاتمة الذي كتبه علي(عليه السلام) بيده وأملاه النبي(صلى الله عليه وآله) عليه ووارث ايضاً لتراث النبوات الاسرائيلية الذي اجتمع عند عيسى ومنه انتقل عبر آخر اوصيائه الى آباء النبي ثم الى ابي طالب ثم الى النبي ثم الى علي والائمة من ذريته (2) . مضافا الى ذلك هو ملهَم بهذا العلم كما أُلهِم آباؤه من قبل ، مضافا الى ذلك هو مؤيد بالخوارق التكوينية كما كان وصي سليمان آصف مؤيد بها (3) ولم يكن نبيا بل كان وصيا وارثا للعلم وكذلك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بحثنا ذلك في كتابنا امامة اهل البيت في الكتب المقدسة نرجو ان نوفق لاكماله ونشره .

(2) انظر كتابنا السيرة النبوية مطبوع /66 .

(3) هو المذكور في قوله تعالى : (قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِىٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِىٌّ كَرِيمٌ (40) ) النمل/38-40 ، قال القرطبي في تفسيره ج 13 ص 204 : (قال الذى عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ) أكثر المفسرين على أن الذي عنده علم من الكتاب آصف بن برخيا وهو من بنى إسرائيل ، وكان صدّيقا يحفظ اسم الله الاعظم الذى إذا سئل به أعطى ، وإذا دعى به أجاب ... وقال السهيلى : الذى عنده علم من الكتاب هو آصف ابن برخيا ابن خالة سليمان ، قال القرطبي وقيل : هو سليمان نفسه ، ولا يصح في سياق الكلام مثل هذا التأويل) .

ـ[145]ـ

المهدي بن الحسن العسكري(عليه السلام) .

وإذا كان المهدي على التصور الشيعي قادرا على استيعاب ظاهرة عيسى (عليه السلام) وهو نبي ورسول وصار من جنوده وانصاره ومؤيديه فهو على استيعاب طوائف امة جده اقدر .

ان المهدي على التصور الشيعي يظهر على جيش مُعَدّ وهم الشيعة وفيهم العلماء والفقهاء والمفكرون والسياسيون والعسكريون ومختلف المواقع الاحتماعية بل لهم دولة قائمة قبل ظهوره بَنَت وجودها السياسي الفكري على الاعتقاد به .

ان علماء الشيعة ومراجعهم معلنون سلفاً منذ ان تبوءوا مواقعهم كموجهين للشيعة في عصر الغيبة انهم بإزاء المهدي بن الحسن العسكري متبعون لقوله ومؤتمرون لامره كما هو شأنهم مع آبائه من قبل ، نعم هم بحاجة الى ان يثبت لهم ان الشخص الذي يخاطبهم هو محمد بن الحسن العسكري(عليه السلام) الذي ولد سنة 255 هجرية وحين يثبت لهم ذلك فهم أطوع له من الامة لسيدها .

وهكذا المسلمون السنة فإنهم حين يواجهون انسانا مسلما مؤيدا بالخوارق عالما بالقرآن والسنة علما لا يدع لاحد معه مقالا ، عالما بآراء المذاهب الاسلامية القائمة والبائدة وتخريجات الحديث وأدلتها ونقاط ضعفها وهو فوق ذلك بيده صحيفة ابيه علي(عليه السلام) التي كتبها بيده عن النبي(صلى الله عليه وآله) مباشرة وهي خاضعة للفحص العلمي الاركيولوجي ، ليس

ـ[146]ـ

من شك فإن مثل هذا الانسان سيكون قادرا على استيعاب كل طوائف الامة .

قد يقول قائل لماذا لم يجعل الله تعالى عدد الائمة على الطرح الشيعي مفتوحاً وغير مقيد باثني عشر ليكون آخرهم حيا بالحياة الطبيعية عند ظهور عيسى (عليه السلام) ؟

والجواب هو ان حصر عدد الائمة المعصومين بعد النبي بإثني عشر او إبقاءه مفتوحا حتى تنقضي الدنيا امر مرتبط بتقدير الله تعالى وقد قدَّر ان يكون عدد الائمة اثني عشر ومن ثم يطيل عمر الثاني عشر ليحقق به وعده الدي وعده لانبيائه .

وخلاصة الكلام :

ان التصور القرآني الذي يفيد بظهور عيسى في آخر الزمان مؤيدا للمهدي أو ممهدا لظهوره يقتضي ان تكون إمامة المهدي مستوعبة لعيسى النبي الرسول المعصوم المؤيد الهيا ولن تستوعبه هذه الامامة إذا لم تكن معصومة ، الا إذا افترضنا ان يكون صاحبها نبيا أو قبلنا بالتصور الشيعي للمهدي وان الله تعالى أطال عمره لاستيعاب ظاهرة عيسى وتحقيق امور أخر من قبيل امتحان المؤمنين وتمحيصهم وغير ذلك .

و ليس من شك ان فرضية نبوة المهدي الموعود باطلة بالضرورة ، فلم يبق لنا الا المهدي على التصور الشيعي الذي يحفظ لنا اطروحة النبوة الخاتمة ويفترض قدرا أدنى من خرق القانون وهو ان يطيل الله تعالى عمر انسان كما أطال عمر نوح(عليه السلام) وكما أطال عمر عيسى(عليه السلام) .