الباب الثاني : الانقلاب الأموي
الفصل الثاني : خطة معاوية لتصفية التشيّع في الكوفة

الجيش والشرطة :

اعتمد معاوية في خطته لغربلة الجيش وقوى الامن الداخلي في الكوفة من كل شيعي فيه واستبداله بشيعة بني أمية بمرحلتين اساسيتين:

المرحلة الاولى في حياة الحسن(عليه السلام) :

ويبدو ان اهم وسيلة اعتمدها معاوية في هذه المرحلة، هي مقاتلة الخوارج وملاحقتهم، فان المخلصين والواعين من الشيعة كانوا يمتنعون من مقاتلة الخوارج، للكلام المأثور عن علي(عليه السلام): (لا تقاتلوا الخوارج بعدي، فانه ليس من طلب الحق فاخطأه كمن عرف الباطل وأصابه) (1)، وقال (عليه السلام): (إن خرجوا على إمام عادل فقاتلوهم، وإن خرجوا على إمام جائر فلا تقاتلوهم فان لهم بذلك مقالا) (2).

المرحلة الثانية بعد وفاة الحسن (عليه السلام):

وكان اسلوب الغربلة في هذه المرحلة يعتمد على سياسة الدولة في لعن علي (عليه السلام) والبراءة منه، فمن يرفض لعن علي (عليه السلام) وسبه كان نصيبه ان يسقط اسمه من ديوان العطاء، بل كان نصيب كل متهم بحب علي هو ان يسقط اسمه من ديوان العطاء، وليس من شك ان المخلصين والواعين من الشيعة لا تطيب نفوسهم بسب علي (عليه السلام) حتى في حالات الضرورة المسموح بها فضلا عن البراءة وهي غير مسموح بها لانها امر قلبي، وقد كان هذا الاسلوب الذي استخدمه معاوية اقوى اسلوب لتصفية الجيش وقوى الامن الداخلي من الشيعة بل من كل متهم بحب علي.

______________________________________

(1) قال ابن عبد البر في الاستيعاب بترجمة خالد بن عرفطة: (لما سلم الامر الحسن لمعاوية) خرج عليه عبد الله بن ابي الحوساء في جمادى سنة 41 بالنخيلة، فبعث اليه معاوية خالد بن عرفطة العذري حليف بن زهرة في جمع من اهل الكوفة (ايضا تاريخ خليفة بن خياط /203) ثم خرج حوثرة بن وداع، فسرح اليه معاوية عبد الله بن عوف بن أحمر في الف، فقتل حوثرة في جمادي الآخرة سنة41 (تاريخ ابن خياط /204)، ثم خرج فروة بن نوفل على المغيرة بعد رحيل معاوية فوجه اليه المغيرة شبث بن رِبعي (ويقال: معقل بن قيس) فقتله، ثم خرج شبيب بن بَجَرَة خرج على المغيرة بالقُفِّ قريب الكوفة فبعث اليه المغيرة خالد بن عرفطة فقتله (وفي رواية ابن خياط وجه اليه كثير بن شهاب الحارثي فقتله في أذربيجان)، ثم خرج ابومريم مولى بني الحارث بن كعب فوجه اليه المغيرة جابرا البجلي فقتله، ثم خرج ابوليلى ومعه ثلاثون من الموالي بعث اليه المغيرة معقل بن قيس الرياحي فقتله (ابن الاثير 3/411 -412) ثم خرج المستورد بن عُلِّفَة غرة شعبان سنة 43، فبعث اليه المغيرة معقل بن قيس فقتله (ابن الاثير 3/421). ثم خرج سهم بن غالب الهجيمي ومعه زياد بن مالك الخطيم بناحية البصرة، فخرج اليهم عبد الله بن عامر (تاريخ ابن خياط 204).

(2) مصنف ابن ابي شيبة 8/738.

صفحة مكتب العلامة المحقق السيد سامي البدري