الباب الثاني : الانقلاب الأموي
الفصل الثالث : مقتل حجر بن عدي وأصحابه رضوان الله عليهم

شهادة الزور وشهداء الزور:

ثم إنه دعا رؤوس الأرباع فقال: اشهدوا على حجر بما رأيتم منه وكان رؤوس الأرباع يومئذ:

عمروبن حريث على ربع أهل المدينة.

وخالد بن عرفطة على ربع تميم وهمدان.

وقيس بن الوليد بن عبد شمس بن المغيرة على ربع ربيعة وكندة.

وأبوبردة بن أبي موسى على مذحج وأسد.

فشهد هؤلاء الأربعة أن حجرا جمع إليه الجموع وأظهر شتم الخليفة ودعا إلى حرب أمير المؤمنين وزعم أن هذا الأمر لا يصلح إلا في آل أبي طالب، ووثب بالمصر وأخرج عامل أمير المؤمنين وأظهر عذر أبي تراب والترحم عليه والبراءة من عدوه وأهل حربه وأن هؤلاء النفر الذين معه هم رؤوس أصحابه وعلى مثل رأيه وأمره.

ونظر زياد في شهادة الشهود فقال: ما أظن هذه الشهادة قاطعة وإني لأحب أن يكون الشهود أكثر من أربعة.

قال المدائني: شهدوا ان حجرا واصحابه شتموا عثمان ومعاوية وبرئوا منهما فقال: ما هذه بقاطعة، فقام ابوبردة فشهد انهم خلعوا الخليفة وفارقوا الجماعة ودعوا الى الحرب وكفروا بالله وشهد رؤساء الارباع على مثل شهادته.

وفي رواية أبي مخنف: فحدثني الحارث بن حصيرة عن أبي الكنود وهوعبد الرحمن بن عبيد وأبومخنف عن عبد الرحمن بن جندب وسليمان بن أبي راشد عن أبي الكنود بأسماء هؤلاء الشهود:

بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما شهد عليه أبوبردة بن أبي موسى لله رب العالمين، شهد أن حجر بن عدي خلع الطاعة وفارق الجماعة ولعن الخليفة ودعا إلى الحرب والفتنة وجمع إليه الجموع يدعوهم إلى نكث البيعة وخلع أمير المؤمنين معاوية وكفر بالله عز وجل كفرة صلعاء.

فقال زياد: على مثل هذه الشهادة فاشهدوا، أما والله لأجهدن على قطع خيط عنق الخائن الأحمق، فشهد رؤوس الأرباع الثلاثة الآخرون على مثل شهادته وكانوا أربعة.

ثم إن زيادا دعا الناس فقال: اشهدوا على مثل شهادة رؤوس الأرباع. فقرأ عليهم الكتاب، فقام أول الناس عناق بن شرحبيل بن أبي دهم التيمي تيم الله بن ثعلبة فقال: بينوا اسمي.

فقال زياد: ابدءوا بأسامي قريش، ثم اكتبوا اسم عناق في الشهود ومن نعرفه ويعرفه أمير المؤمنين بالنصيحة والاستقامة.

فشهد: إسحاق بن طلحة بن عبيد الله (التيمي) (1)وموسى بن طلحة (2) وإسماعيل بن طلحة بن عبيد الله.

والمنذر بن الزبير بن العوام (3).

وعمارة بن عقبة بن أبي معيط (4).

وعبد الرحمن بن هناد.

وعمر بن سعد بن أبي وقاص (5).

وعامر بن مسعود بن أمية بن خلف (6).

ومحرز بن جارية بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس.

وعبيد الله بن مسلم بن شعبة الحضرمي.

وعناق بن شرحبيل بن أبي دهم.

ووائل بن حجر الحضرمي (7).

وكثير بن شهاب بن حصين الحارثي (8).

وقطن بن عبد الله بن حصين الحارثي (9).

والسري بن وقاص الحارثي، وكتب شهادته وهوغائب في عمله.

والسائب بن الأقرع الثقفي (10).

وشبث بن ربعي (11).

وعبد الله بن أبي عقيل الثقفي.

ومصقلة بن هبيرة الشيباني.

والقعقاع بن شور الذهلي (12).

وحجار بن أبجر العجلي (13).

وعمروبن الحجاج الزبيدي (14).

ولبيد بن عطارد التميمي (15).

ومحمد بن عمير بن عطارد التميمي (16).

وسويد بن عبد الرحمن التميمي من بني سعد.

وشمر بن ذي الجوشن العامري (17).

وشداد ومروان ابنا الهيثم الهلاليان.

ومحفز بن ثعلبة من عائذة قريش (18).

وعبد الرحمن بن قيس الأسدي.

والحارث وشداد ابنا الأزمع الهمدانيان ثم الوادعيان.

وكريب بن سلمة بن يزيد الجعفي.

وعبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي (19).

وزحر بن قيس الجعفي (20).

وقدامة بن العجلان الأزدي.

وعزرة بن عزرة الأحمسي (21).

وعمر بن قيس ذي اللحية. وهانىء بن أبي حية الوادعيان.

فشهد عليه سبعون رجلا.

وكتبت شهادة هؤلاء الشهود في صحيفة ثم دفعها إلى وائل بن حجر الحضرمي وكثير بن شهاب الحارثي وبعثهما عليهم وأمرهما أن يخرجا بهم.

وكتب في الشهود شريح ابن الحارث القاضي وشريح بن هانىء الحارثي، فأما شريح فقال: سألني عنه فأخبرته أنه كان صوّاماً قوّاماً، وأما شريح بن هاني الحارثي فكان يقول: ما شهدت ولقد بلغني أن قد كتبت شهادتي فأكذبته ولمته، وجاء وائل بن حجر وكثير بن شهاب فأخرج القوم عشية وسار معهم صاحب الشرطة حتى أخرجهم من الكوفة.

فلما انتهوا إلى جبانة عرزم نظر قبيصة بن ضبيعة العبسي إلى داره وهي في جبانة عرزم فإذا بناته مشرفات، فقال لوائل وكثير: ائذنا لي فأوصي أهلي، فأذنا له فلما دنا منهن وهن يبكين سكت عنهن ساعة ثم قال: اسكتن! فسكتن، فقال: اتقين الله عز وجل واصبرن، فإني أرجو من ربي في وجهي هذا إحدى الحسنيين: إما الشهادة وهي السعادة وإما الانصراف إليكن في عافية، وإن الذي كان يرزقكن ويكفيني مؤنتكن هوالله تعالى وهوحي لا يموت أرجوألا يضيعكن وأن يحفظني (22).

______________________________________

(1) قال المزي (في تهذيب الكمال 2/362): إسحاق بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي المدني أخوإسماعيل بن طلحة ويعقوب بن طلحة وأمهم أم أبان بنت عتبة بن ربيعة، خاله معاوية بن أبي سفيان، روى عن أبيه طلحة بن عبيد الله وعبد الله بن عباس وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنا أخيه إسحاق بن يحيى بن طلحة، وطلحة بن يحيى بن طلحة وابنه معاوية بن إسحاق بن طلحة، ذكره محمد بن سعد في الطبقة الأولى من أهل المدينة وذكر محمد بن جرير الطبري عن عمر بن شبة عن علي بن محمد المدائني عن محمد بن حفص: أن معاوية بن أبي سفيان ولى سعيد بن عثمان بن عفان حرب خراسان، وولى إسحاق بن طلحة خراجها، قال: وكان إسحاق بن خالة معاوية، فلما صار بالري مات إسحاق بن طلحة فولي سعيد خراج خراسان وحربها وكان ذلك في سنة ست وخمسين على ما ذكر الطبري، وقال خليفة، بن خياط في سنة ست وخمسين: وفيها مات إسحاق بن طلحة بن عبيد الله بخراسان وقال في موضع آخر ولي سعيد بن عثمان إسحاق بن طلحة بن عبيد الله الخراج فمات إسحاق بالري، وذكر الزبير بن بكار أنه بقي إلى زمن يزيد بن معاوية فالله أعلم، روى له الترمذي وابن ماجة.

(2) قال ابن حجر (في تهذيب التهذيب 6/266): موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي، يكنى أبا عيسى، وقيل كنيته أبومحمد، ونزل الكوفة وأمه خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة، قال بن عساكر: ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فسماه، وأخرج البخاري في التاريخ الصغير من طريق العقدي عن إسحاق بن يحيى عن موسى بن طلحة قال: صحبت عثمان اثنتي عشرة سنة، ولموسى رواية في الصحيح والسنن عن أبيه وعثمان وعلي والزبير وأبي ذر وأبي أيوب وغيرهم روى عنه ابنه عمران وحفيده سليمان بن عيسى وابن أخيه إسحاق بن يحيى وابن أخيه الآخر موسى بن إسحاق، وروى عنه أبوإسحاق السبيعي وعبد الملك بن عمير وسماك بن حرب وآخرون، قال: الزبير: كان من وجوه آل طلحة، وقال العجلي: تابعي ثقة، وكان خيارا. قال المزي (في تهذيب الكمال29/82): وقال الأسود بن شيبان عن خالد بن سمير : لما ظهر الكذاب بالكوفة (يعني المختار بن أبي عبيد)هرب منه ناس من وجوه أهل الكوفة، فقدموا علينا البصرة وكان فيمن قدم موسى بن طلحة بن عبيد الله (وكان في زمانه يرون أنه المهدي)، فغشيه الناس وغشيته فيمن يغشاه من الناس، فغشينا رجلا طويل السكوت شديد الكآبة والحزن. وقال عبد الملك بن عمير كان فصحاء الناس (يعني في عصرهم)أربعة، فعدّ منهم موسى بن طلحة، قال بن أبي شيبة وابن أبي عاصم : مات سنة ست ومائة، وقال الهيثم بن عدي وابن سعد :مات سنة ثلاث، وقال أبونعيم وأحمد: مات سنة أربع.

(3) قال ابن حجر (في تعجيل المنفعة 1/411) المنذر بن الزبير بن العوام الأسدي أبوعثمان، شقيق عبد الله وعروة، وروى عن أبيه وعنه ابنه محمد وفليح بن محمد بن المنذر، ذكره بن حبان في ثقات، التابعي. وذكر مصعب الزبيري :أن المنذر غاضب اخاه عبد الله فخرج عن مكة الى معاوية، فأجازه بجائزة عظيمة واقطعه أرضا بالبصرة، وروى مالك في الموطأ عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه :أن عائشة رضي الله تعالى عنها زوجت حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر المنذر بن الزبير وعبد الرحمن غائب، فلما قدم انكر ذلك ثم اقره، وذكر الزبير أن المنذر فارقها وتزوجها الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما، فاحتال المنذر، عليه حتى طلقها فتزوجها عاصم بن عمر فاحتال عليه المنذر حتى طلقها فأعادها المنذر وأن المنذر بن الزبير كان عند عبيد الله بن زياد لما امتنع عبد الله بن الزبير من بيعة يزيد فكتب يزيد، إلى عبيد الله أن يقبض على المنذر، فبلغ المنذر فهرب إلى مكة فقتل المنذر في الحصار الأول بعد وقعة الحرة سنة أربع وستين.

(4) قال ابن حجر: عمارة بن عقبة بن أبي معيط القرشي الأموي، أخو الوليد، قال أبوعمر :كان هووأخوه الوليد وخالد من مسلمة الفتح (الإصابة)، وقال ابومخنف: ولما قدم زياد الكوفة أتاه عمارة بن عقبة بن أبي معيط فقال: إن عمروبن الحمق يجتمع إليه من شيعة أبي تراب. قال: ويقال: إن الذي رفع على عمرو بن الحمق وقال له: قد أنغل المصرين يزيد بن رويم، فقال عمروبن الحريث: ما كان قط أقبل على ما ينفعه منه اليوم، فقال زياد ليزيد بن رويم: أما أنت فقد أشطت بدمه وأما عمرو فقد حقن دمه، ولو علمت أن مخ ساقه قد سال من بغضي ما هجته حتى يخرج علي (تاريخ الطبري ج: 5 ص: 236 سنة 50).

(5) قال المزي في تهذيب الكمال 21/356: عمر بن سعد بن أبي وقاص القرشي الزهري أبوحفص المدني، سكن الكوفة، أخوعامر بن سعد وإخوته، روى عن أبيه سعد بن أبي وقاص وأبي سعيد الخدري، روى عنه ابنه إبراهيم بن عمر بن سعد ويزيد بن أبي مريم السلولي وسعد بن عبيدة والعيزار بن حريث وقتادة ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري والمطلب بن عبد الله بن حنطب ويزيد بن أبي حبيب المصري وأبوإسحاق السبيعي وابن ابنه أبوبكر بن حفص بن عمر بن سعد، قال خليفة بن خياط أمه ماوية بنت قيس بن معدي كرب بن الحارث من، كندة وقال بعضهم، مارية (بالراء) وقال بن البرقي :أمه رملة بنت أبي الأنياب من كندة وذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل الكوفة، وقال أحمد بن عبد الله العجلي :كان يروي عن أبيه أحاديث وروى الناس عنه: وهو الذي قتل الحسين (عليه السلام) وهوتابعي ثقة، وقال أبوبكر بن أبي خيثمة سألت يحيى بن معين عن عمر بن سعد: أثقة هو؟ فقال: كيف يكون من قتل الحسين (عليه السلام) ثقة، وقال الحاكم أبوأحمد: سمعت أبا الحسين الغازي يقول :سمعت أبا حفص عمروبن علي يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول :حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال :حدثنا العيزار بن حريث عن عمر بن سعد فقال له رجل من بني ضبيعة: (يقال له موسى): يا أبا سعيد هذا قاتل الحسين (عليه السلام)، فسكت، فقال :عن قاتل الحسين تحدثنا فسكت، وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش :حدثنا أبوحفص هوالفلاس، قال: سمعت يحيى بن سعيد القطان وحدثنا عن شعبة وسفيان عن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث عن عمر بن سعد فقام إليه رجل فقال: أما تخاف الله تروي عن عمر بن سعد!؟ فبكى وقال: لا أعود أحدث عنه أبدا، وقال الحميدي: حدثنا سفيان عن (سالم إن شاء الله)قال: قال عمر بن سعد للحسين(عليه السلام): إن قوما من السفهاء يزعمون أني أقتلك، فقال: الحسين (عليه السلام) ليسوا بسفهاء ولكنهم حلماء، ثم قال: والله إنه ليقر بعيني أنك لا تأكل بر العراق بعدي إلا قليلا. وقال أبوبكر بن أبي خيثمة: حدثنا عبد السلام بن صالح قال حدثنا بن عيينة عن عبد الله بن شريك قال: أدركت أصحاب الأردية المعلمة وأصحاب البرانس من أصحاب السواري إذا مر بهم عمر بن سعد قالوا: هذا قاتل الحسين (عليه السلام) وذلك قبل أن يقتله. وروي عن محمد بن سيرين عن بعض أصحابه قال :قال علي لعمر بن سعد كيف أنت إذا قمت مقاما تخير فيه بين الجنة والنار فتختار النار؟!
روى له النسائي، قال ابن سعد(في الطبقات: 5/168): فكان عمر بن سعد بالكوفة قد إستعمله عبيد الله بن زياد على الري وهمذان وقطع معه بعثا، فلما قدم الحسين بن علي (عليه السلام) العراق أمر عبيد الله بن زياد عمر بن سعد أن يسير إليه، وبعث معه أربعة آلاف من جنده وقال له :إن هوخرج إلي ووضع يده في يدي وإلا فقاتله، فأبى عمر عليه، فقال: إن لم تفعل عزلتك عن عملك وهدمت دارك فأطاع بالخروج إلى الحسين (عليه السلام) فقاتله حتى قتل الحسين (عليه السلام) فلما غلب المختار بن أبي عبيد على الكوفة قتل عمر بن سعد وابنه حفصا (تهذيب التهذيب لابن حجر ترجمة عمر بن سعد).
قال ابن حبان(في معرفة الثقاة 2/166) عمر بن سعد بن أبي وقاص، مدني ثقة كان يروي عن أبيه أحاديث وروى الناس عنه. وهوالذي قتل الحسين (عليه السلام). قال ابن حبان :كان أمير الجيش ولم يباشر قتله. وفي الجرح والتعديل(6/111) قال بكر بن أبى خيثمة :سألت يحيى بن معين عن عمر بن سعد: أثقة هو؟ فقال :كيف يكون من قتل الحسين بن علي رضي الله تعالى عنه ثقة.

(6) قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: الترمذي: عامر بن مسعود بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي، مختلف في صحبته، كان عاملا لابن الزبير على الكوفة. قال في الاصابة: وكان عامر يلقب دحروجة الجعل لأنه كان قصيرا، ثم اتفق عليه أهل الكوفة بعد موت يزيد بن معاوية فأقره بن الزبير قليلا ثم عزله بعد ثلاثة أشهر وولاها عبد الله بن يزيد الخطمي، ويقال :إنه خطب أهل الكوفة فقال :إن لكل قوم شرابا فاطلبوه في مظانه وعليك بما يحل ويحمد واكسروا شرابكم بالماء وفي ذلك يقول الشاعر:
من ذا يحرم ماء المزن خالطه *** في قعر خابية ماء العناقيد
إني لأكره تشديد الرواة لنا *** فيها ويعجبني قول بن مسعود

وكثير من الناس يظن أن الشاعر عنى عبد الله بن مسعود وليس كذلك وإنما عنى هذا. وقال في ترجمة ابيه مسعود بن أمية بن خلف الجمحي: قتل أبوه يوم بدر ولولده عامر بن مسعود رواية عن النبي (صلى الله عليه وآله) والأكثرون قالوا: إن حديثه مرسل، فتكون الصحبة لأبيه وكان من مسلمة الفتح أومات على كفره قبيل الفتح وولد له عامر قبل الفتح، بقليل فلذلك لم يثبت له صحبة السماع من النبي (صلى الله عليه وآله)، وإن كان معدودا في الصحابة لأن له رؤية.

(7) قال ابن حبان (في مشاهير علماء الأمصار: 1/44) وائل بن حجر الحضرمي، مات في آخر ولاية معاوية. قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: سكن الكوفة وعقبة بها وذكره بن سعد فيمن نزل الكوفة من الصحابة.

(8) قال ابن سعد (في الطبقات الكبرى: 6/149) كثير بن شهاب بن الحصين، ذي الغصة، سمي بذلك لغصة كانت في حلقه، من مذحج وكان سيد مذحج بالكوفة، وكان بخيلا، وقد روى عن عمر بن الخطاب وولي الري لمعاوية بن أبي سفيان. وفي الطبري: كان من رجال عبيد الله بن زياد في التعبئة العامة ضد الحسين(عليه السلام).

(9) ذكره الطبري ضمن المروانية في الكوفة الذين كتب اليهم عبد الملك(6/156).

(10) قال (في تاريخ بغداد: 1/202): السائب بن الأقرع الثقفي، ولاه عمر قبض الاخماس من غنائم الفرس، وورد المدائن واليا عليها.

(11) قال ابن حجر في الاصابة: شبث (بفتح أوله والموحدة ثم مثلثة) بن ربعي التميمي اليربوعي أبوعبد القدوس، له إدراك ورواية عن حذيفة وعلي، روى عنه محمد بن كعب القرظي وسليمان التيمي، قال الدارقطني: يقال إنه كان مؤذن سجاح التي ادعت النبوة ثم راجع الإسلام، وقال بن الكلبي: كان من أصحاب علي ثم صار مع الخوارج ثم تاب ثم كان فيمن قاتل الحسين، وقال المدائني: ولي بعد ذلك شرطة القباع بالكوفة. والقباع هوالحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي أخوعمر الشاعر، كان واليا على الكوفة لعبد الله بن الزبير قبل أن يغلب عليها المختار، وقال العجلي: كان أول من أعان على قتل عثمان وبئس الرجل هو، وقال معتمر، عن أبيه عن أنس، قال شبث: أنا أول من حرر الحرورية، ومات شبث في حدود السبعين.
اقول: وفي المستدرك على الصحيحين 3/130 بكير بن عثمان البجلي قال سمعت أبا إسحاق التميمي يقول: سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول حججت وأنا غلام فمررت بالمدينة وإذا الناس عنق واحد فاتبعتهم فدخلوا على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فسمعتها تقول يا شبيب بن ربعي فأجابها رجل جلف جاف لبيك يا أمتاه، قالت: أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناديكم! قال: وأنى ذلك؟ قالت: فعلي بن أبي طالب، قال: إنا لنقول أشياء نريد عرض الدنيا، قالت: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله تعالى.
قال ابومخنف: جعله عمر بن سعد في واقعة الطف على الرجالة.

(12) ذكره ابومخنف في قصة مسلم من رجالات عبيد الله ابن زياد.

(13) احد الستة الذين كتبوا للحسين (عليه السلام)، وكان في جيش عمر بن سعد، ثم كان احد قادة الجيش الذي قاتل المختار، ثم فر الى مصعب وصار في جيشه، وكان عبد الملك قد كاتبه واستجاب له.

(14) قال في الاصابة: عمروبن الحجاج الزبيدي، ذكره وثيمة في كتاب الردة وقال: كان مسلما في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وله مقام محمود حين أرادت زبيد الردة، إذ دعاهم عمروبن معد يكرب إليها، فنهاهم عمروبن الحجاج وحثهم على التمسك بالإسلام. وقال ابومخنف: كان احد الستة الذين كتبوا للحسين، جعله عمر بن سعد في واقعة الطف على ميمنة الجيش.

(15) قال في الاصابة :لبيد بن عطارد بن حاجب التميمي. قال ابن عبد البر كان أحد الوفد القادمين على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني تميم وأحد وجوههم، أسلم سنة تسع ولا أعلم له خبرا غير ذلك، وذكر الآمدي في كتاب الشعراء: ان لبيد بن عطارد بن حاجب أدرك الجاهلية وأنشد له في ذلك شعرا، وقال ابن عساكر: كان من وجوه أهل الكوفة ولم يذكر ان له صحبة.

(16) احد الستة الذين كتبوا الى الحسين (عليه السلام) وكان آخر من كتب، وزملاؤه الخمسة كانوا من قادة جيش عمربن سعد. كان احد المروانية في الكوفة الذين كتب اليهم عبد الملك واجابه وشرط عليه ولاية اصفهان.

(17) قال ابن حجر في لسان الميزان: شمر بن ذي الجوشن أبوالسابغة الضبابي روى عن أبيه وعنه أبوإسحاق السبيعي، ليس باهل للرواية فإنه أحد قتلة الحسين رضي الله تعالى عنه، وقد قتله اعوان المختار، روى أبوبكر بن عياش عن أبي إسحاق قال :كان شمر يصلي معنا ثم يقول :اللهم انك تعلم اني شريف فاغفر لي، قلت :كيف يغفر الله لك وقد اعنت على قتل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ويحك فكيف نصنع ان امراءنا هؤلاء أمرونا بأمر فلم نخالفهم ولوخالفناهم كنا شرا من هذه الحمر الشقاء، قال ابن حجر: قلت ان هذا لعذر قبيح فانما الطاعة في المعروف انتهى. قال ابومخنف: جعله عمر بن سعد في واقعة الطف على ميسرة الجيش.

(18) قال ابومخنف: ثم إن عبيد الله أمر بنساء الحسين (عليه السلام) وصبيانه فجهزن، وأمر بعلي ابن الحسين (عليهما السلام) فغل بغل إلى عنقه، ثم سرح بهم مع محفز بن ثعلبة العائذي عائذة قريش، ومع شمر بن ذي الجوشن فانطلقا بهم حتى قدموا على يزيد. (تاريخ الطبري ج: 5 ص: 460).

(19) كان على ربع مذحج واسد في معسكر عمر بن سعد يوم العاشرمن المحرم.

(20) قال أبومخنف: ثم إن عبيد الله بن زياد نصب رأس الحسين (عليه السلام) بالكوفة، فجعل يدار به في الكوفة، ثم دعا زحر بن قيس فسرح معه برأس الحسين (عليه السلام) ورؤوس أصحابه إلى يزيد بن معاوية وكان مع زحر أبوبردة بن عوف الأزدي، وطارق بن أبي ظبيان الأزدي، فخرجوا حتى قدموا بها الشام على يزيد بن معاوية. قال هشام: فحدثني عبد الله بن يزيد بن روح بن زنباع الجذامي عن أبيه عن الغاز بن ربيعة الجرشي من حمير قال: والله إنا لعند يزيد بن معاوية بدمشق إذ أقبل زحر بن قيس حتى دخل على يزيد بن معاوية فقال له يزيد: ويلك ما وراءك وما عندك؟فقال: أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله ونصره، وردّ علينا الحسين بن علي (عليه السلام) في ثمانية عشر من أهل بيته وستين من شيعته، فسرنا إليهم، فسألناهم أن يستسلموا وينزلوا على حكم الأمير عبيد الله بن زياد أوالقتال فاختاروا القتال على الاستسلام... (تاريخ الطبري ج: 5 ص: 460 سنة 61) وكان احد المروانية في الكوفة الذين كاتبهم عبد الملك. وفي الاصابة: زحر بن قيس بن مالك بن معاوية بن سعنة (بمهملة ونون) الجعفي له إدراك وكان من الفرسان.

(21) في رواية البلاذري عن المدائني عزرة بن قيس الاحمسي وهوالصحيح. قال ابومخنف: قال حبيب بن مظاهر: أما والله لبئس القوم عند الله غدا قوم يقدمون عليه قد قتلوا ذرية نبيه (صلى الله عليه وآله) وعترته وأهل بيته(عليهم السلام) وعباد أهل هذا المصر المجتهدين بالأسحار والذاكرين الله كثيرا، فقال له عزرة بن قيس: إنك لتزكي نفسك ما استطعت، فقال له زهير: يا عزرة إن الله قد زكاها وهداها فاتق الله يا عزرة فإني لك من الناصحين، أنشدك الله يا عزرة أن تكون ممن يعين الضلال على قتل النفوس الزكية، قال: يا زهير ما كنت عندنا من شيعة أهل هذا البيت، إنما كنت عثمانيا قال: أفلست تستدل بموقفي هذا أني منهم؟ أما والله ما كتبت إليه كتابا قط، ولا أرسلت إليه رسولا قط ولا وعدته نصرتي قط ولكن الطريق جمع بيني وبينه فلما رأيته ذكرت به رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومكانه منه وعرفت ما يقدم عليه من عدوه وحزبكم فرأيت أن أنصره وأن أكون في حزبه، وأن أجعل نفسي دون نفسه حفظا لما ضيعتم من حق الله وحق رسوله (صلى الله عليه وآله)، وكان على الخيل في المعركة. (تاريخ الطبري ج: 5 ص: 417 سنة 61).

(22) تاريخ الطبري ج: 5 ص: 269 سنة 51.

صفحة مكتب العلامة المحقق السيد سامي البدري