المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
الباب الثالث : تعريف بالموسوعات التاريخية وأصولها ومصنفيها
الفصل الخامس : المصنفون الأوائل من الشيعة في السيرة والتاريخ

ابان بن تغلب (ت 141)

قال الشيخ الطوسي : ابان بن تغلب الربعي  (1) أبو سعد الكوفي تـ 141قال أبو جعفر الطوسي : ثقة جليل القدر عظيم المنـزلة في اصحابنا ، لقى أبا محمد علي بن الحسين وابا جعفر وابا عبد الله عليهم السلام وروى عنهم . وكانت له عندهم حظوة وقَدَم . وقال له أبو جعفر الباقر عليه السلام اجلس في مسجد المدينة وافتِ الناس فاني احب ان يُرى في شيعتي مثلك .

وقال أبو عبد الله لما اتاه نعيه اما والله لقد اوجع قلبي موت ابان .

وكان قارئا فقيها لغويا نبيلا ، وسمع من العرب وحكى عنهم ، وصنف كتاب الغريب في القرآن وذكر شواهده من الشعر فجاء فيما بعد عبد الرحمن بن محمد الازدي الكوفي فجمع من كتاب ابان ومحمد بن السائب الكلبي وأبي روق عطية بن الحارث فجعله كتابا واحداً فبيَّن ما اختلفوا فيه وما اتفقوا عليه فتارة يجيء كتاب ابان مفرداً وتارة يجى مشتركاً على ما عمله عبد الرحمن .

ولأبان كتاب الفضائل  (2) .

قال النجاشي : وله كتاب صفين .

وروى : ان ابانا كان اذا قدم المدينة تقوَّضت إليه الحلق ، واخليت له سارية النبي صلى الله عليه وآله  (3) .

وقال ابن عجلان : حدَّثنا ابان بن تغلب رجل من أهل العراق من النساك ثقة .

وقال أحمد ويحيى بن معين والنسائي : ثقة .

قال ابن حجر : ولما اخرج الحاكم حديث ابان في مستدركه قال : كان قاص الشيعة وهو ثقة .

وقال أبو نعيم : في تاريخه مات سنة 140 وكان غاية من الغايات .

وقال العقيلي : سمعت أبا عبد الله يذكر عنه عقلا وادبا وصحة حديث إلاَّ انه كان غاليا في التشيع .

وقال ابن سعد كان ثقة . وذكره ابن حبان في الثقات .

وقال الازدي كان غالياً في التشيع وما اعلم به في الحديث بأساً .

وقال إبراهيم بن يعقوب السعدي الجوزجاني تـ259  (4) : زائغ مذموم المذهب مجاهر.

وقال ابن عدي تـ 365 في ترجمته : ولأبان احاديث ونسخ واحاديثه عامتها مستقيمة اذا روى عن ثقة وهو من أهل الصدق في الروايات وان كان مذهبه مذهب الشيعة وهو معروف في الكوفة وقد روى نحو او قريباً من مائة حديث . وقول السعدي : مذموم المذهب مجاهر يريد به انه كان يغلو في التشيع لم يرد به ضعفاً في الرواية ، وهو في الرواية صالح لا بأس به .

قال ابن حجر عند نقله كلمات ابن عدي : هذا قول منصف اما الجوزجاني فلا عبرة بحطه على الكوفيين فالتشيع في عرف المتقدمين  (5) هو اعتقاد تفضيل علي على عثمان وان عليا كان مصيبا في حروبه وان مخالفه مخطى مع تقديم الشيخين وتفضيلهما وربما اعتقد بعضهم ان عليا افضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله واذا كان معتقداً ذلك ورِعا ديِّنا صادقاً مجتهداً فلا ترد روايته بهذا لا سيما ان كان غير داعية .

واما التشيع في عرف المتأخرين  (6) فهو الرفض المحض فلا تقبل رواية الرافضي الغالي ولا كرامة .

وقال المزي : روى له الجماعة إلاَّ البخاري .

روى عن جعفر بن محمد الصادق ، وجهم بن عثمان المدني ، والحكم بن عتيبة (م د) وسليمان الاعمش (م) ، وطلحة بن مصرف ، وعدي بن ثابت (ق) ، وعطية بن سعد العوفي (د)وعكرمة مولى ابن عباس وعمر بن ذر الهمداني ، وأبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعيوفضيل بن عمرو الفقيمي (م ت) ، وأبي جعفر محمد بن علي الباقر ، والمنهال ابن عمرو الاسدي .

روى عنه : ابان بن عبد الله البجلي ، وابان بن عثمان الاحمر ، وادريس بن يزيد الاودي (م) ، وحسان بن إبراهيم الكرماني ، وحماد بن زيد ، وداود بن عيسى النخعي ، وأبو خيثمة زهير بن معاوية الجعفي وزياد بن الحسن بن فرات القزاز ، وسعيد بن بشير ، وسفيان بن عيينة (م د)وسلام بن أبي خبزة ، وسيف بن عميرة النخعي ، وشعبة بن الحجاج (م ت) ، وعباد بن العواموعبد الله بن ادريس بن يزيد الاودي ، وعبد الله بن المبارك (ق) ، وعلي بن عابسوالقاسم ابن معين المسعودي ، ومحمد بن ابان بن تغلب ، وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير ، وأبو خداش مخلد بن خداش ، والمفضل بن عبد الله الحبطي ، وموسى بن عقبة وهو من اقرانه ، وهارون بن موسى النحوي (د) .

طرف من رواياته :

1 . قال النجاشي اخبرنا أحمد بن عبد الواحد قال : حدَّثنا علي بن محمد القرشي سنة ثمان واربعين وثلثمائة وفيها مات قال : حدَّثنا علي بن الحسن بن فضال ، عن محمد بن عبد الله بن زرارة ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن الحجاج .

قال : كنا في مجلس ابان بن تغلب فجاءه شاب .

فقال : يا أبا سعيد اخبرني كم شهد مع علي بن أبي طالب عليه السلام من اصحاب النبي صلى الله عليه وآله .

قال : فقال له ابان : كأنك تريد ان تعرف فضل علي عليه السلام بمن تبعه من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله قال : فقال الرجل : هو ذاك .

فقال : والله ما عرفنا فضلهم إلاَّ باتباعهم اياه .

قال : فقال أبو البلاد : عض ببظر امه رجل من الشيعة في اقصى الارض وادناها يموت ابان لا تدخل مصيبته عليه .

قال : فقال ابان له : يا أبا البلاد اتدري من الشيعة ، الشيعة الذين اذا اختلف الناس عن رسول الله صلى الله عليه وآله اخذوا بقول علي عليه السلام ، واذا اختلف الناس عن علي عليه السلام اخذوا بقول جعفر بن محمد عليه السلام  (7) .

2 . وروى الكليني في الكافي عن علي بن إبراهيم عن ابيه عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر عن عقبة بن بشير عن عبد الله بن شريك عن ابيه قال لماهزم الناس يوم الجمل قال امير المؤمنين عليه السلام لا تتبعوا موليا ولا تجهزوا على جريح ومن اغلق بابه فهو آمن فلما كان يوم صفين قتل المقبل والمدبر واجهز على الجريح .

فقال ابان بن تغلب لعبد الله بن شريك هذه سيرتان مختلفتان فقال ان أهل الجمل قتل طلحة والزبير وان معاوية قائماً بعينه وكان قائدهم  (8) .

3 . وروى الكليني في الكافي عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن عثمان عن ابن مسكان عن ابان بن تغلب قال سالت أبا عبد اللهوعن علي بن الحكم عن الحسين بن عثمان عن ابن مسكان عن ابان بن تغلب قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الذي يقتل في سبيل الله أيغسل ويكفن ويحنط قال يدفن كما هو في ثيابه إلاَّ ان يكون به رمق ثمَّ مات فانه يغسل ويكفن ويحنط ويصلى عليه .

ان رسول الله صلى الله عليه وآله صلى على حمزة وكفنه لانه كان قد جُرِّد ورواه الصدوق باسناده عن ابان بن تغلب  (9) .

4 . روى الصدوق عن أحمد الهمداني عن علي عن ابيه عن ابن أبي عمير عن ابان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس .

في قوله تعالى (واذ اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون انفسكم من دياركم) دخل أبو ذر عليلا متوكيا على عصاه على عثمان وعنده مائة الف درهم حملت إليه من بعض النواحي فقال اني اريد ان اضم اليها مثلها ثمَّ ارى فيها رأيي .

فقال أبو ذر اتذكر اذ رأينا رسول الله صلى الله عليه وآله حزينا عشاء فقال بقي عندي من في المسلمين اربعة دراهم لم اكن قسمتها ثمَّ قسمها فقال الان استرحت .

فقال عثمان لكعب الاحبار ماتقول في رجل ادى زكاة ماله هل يجب بعد ذلك شيء قال لا لو اتخذ لبنة من ذهب ولبنة من فضة فقال أبو ذر (رضي الله عنه) يابن اليهودية ما انت والنظر في احكام المسلمين فقال عثمان لولا صحبتك لقتلتك ثمَّ سيَّره إلى الرَّبَذَة  (10) .

______________________

(1) الربعي نسبة الى بني ربيعة .

(2) الطوسي : الفهرست تحقيق نشر الفقهاء ص 57-58 .

(3) النجاشي : رجال النجاشي تحقيق موسى الشبيري ص 11-12 .

(4) قال في خلاصة تذهيب تهذيب الكمال : نـزيل دمشق وكان أحمد يكاتبه إلى دمشق وقد رمي بالنصبوقال الدار قطني وكان من الحفّاظ المصنفين كان فيه انحراف عن علي عليه السلام وروى ياقوت في معجم البلدان عن عبد الله بن أحمد بن عديس قال كنا عند إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فالتمس من يذبح له دجاجة فتعذر عليه فقال ياقوم تندر على من يذبح دجاجة وعلي بن أبي طالب قتل سبعين الفا في وقت واحد .

(5) اي في عرف أحمد بن حنبل وطبقته وشيوخه وتلامذته .

(6) اي في عرف الذهبي تـ 748 وطبقته ومن جاء بعده ، قال الذهبي في ترجمة ابان : فالشيعي في زمان السلف وعرفهم هو من تكلم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية وطائفة ممن حارب عليا وتعرض لسبهموالغالي في زماننا وعرفنا هو الذي يكفر هؤلاء السادة ويتبرأ من الشيخين أيضاً فهذا ضال مفتز ولم يكن ابان بن تغلب يعرض للشيخين اصلا بل قد يعتقد عليا افضل منهما (الذَّهبي : ميزان الاعتدال ترجمة ابان) .

(7) النجاشي : رجال النجاشي ص 12 .

(8) المجلسي : بحار الانوار ج33/445 الرواية 657 عن الكافي .

(9) الحر العاملي : وسائل الشيعة ج2/باب 14 ص 509 الرواية 2774 عن الكافي ، (ورواه الشيخ الصدوق باسناده عن الكليني ايضا) .

(10) المجلسي : بحار الانوار ج22 ص 43 2 الرواية 42 .

صفحة مكتب العلامة المحقق السيد سامي البدري