شيعة العراق ـ التأسيس ـ التاريخ ـ المشروع السياسي
السيد سامي البدري

النبي صلى الله عليه وآله يؤسس التشيع في الحجاز
وعلي عليه السلام يؤسسه في العراق

وفي ضوء ما مر من البحث يتضح :

أن غارس التشيع لعلي عليه السلام هو النبي صلى الله عليه وآله نفسه في مكة والمدينة ، وهو لا ينطق عن الهوى (1) .

وأن غارسه في العراق هو علي عليه السلام .

ولم تنمُ الغرسة في الحجاز ، لظروف خاصة معروفة.

ونمت في العراق على يد علي عليه السلام ، ثم تعاهدها من بعده الحسن والحسين والائمة التسعة من ذرية الحسين عليهم السلام.

______________________

(1) ولكن مع الأسف صار هذا التأسيس النبوي للتشيع يسمى بدعة عند الذهبي ت726 امتداداً لسياسة بني العباس. قال الذهبي في ترجمة أبان بن تغلب: أبان بن تغلب الكوفي شيعي جَلِد ، لكنه صدوق ، فلنا صدقه وعليه بدعته. وقد وثقه أحمد بن حنبل ، وابن معين ، وأبو حاتم ، وأورده ابن عدى ، وقال: كان غالياً في التشيع ، فلقائل أن يقول: كيف ساغ توثيق مبتدع وحد الثقة العدالة والإتقان ؟ فكيف يكون عدلاً من هو صاحب بدعة ؟ وجوابه أن البدعة على ضربين فبدعة صغرى كغلو التشيع ، أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرُّف ، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق. فلو رُدَّ حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية ، وهذه مفسدة بينة. ثم بدعة كبرى ، كالرفض الكامل والغلو فيه والحَطّ على أبي بكر وعمر ، والدعاء إلى ذلك ، فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة. وأيضا فما أستحضر الآن في هذا الضرب رجلاً صادقاً ولا مأمونا ، بل الكذب شعارهم ، والتقية والنفاق دثارهم ، فكيف يقبل نقل من هذا حاله ! حاشا وكلا. فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من تكلم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية وطائفة ممن حارب عليا عليه السلام ، وتعرض لسبهم. والغالي في زماننا وعرفنا هو الذي يكفر هؤلاء السادة ، ويتبرأ من الشيخين أيضا ، فهذا ضال معثر ولم يكن أبان بن تغلب يعرض للشيخين أصلا ، بل قد يعتقد عليا أفضل منهما. (ميزان الاعتدال - الذهبي ج 1 ص 5).

التالي | السابق