شيعة العراق ـ التأسيس ـ التاريخ ـ المشروع السياسي
السيد سامي البدري

الإمام علي عليه السلام وولده المعصومون عليهم السلام
يفخرون بأهل العراق

كان علي عليه السلام يخاطب الكوفيين : (أنتم الأنصار على الحق ، والإخوان في الدين ، والجنن يوم البأس ، والبطانة دون الناس ، بكم أضرب المدبر ، وأرجو طاعة المقبل ... ، فو الله إني لأولى الناس بالناس)(1).

وكان يقول عليه السلام : (الكوفة كنز الإيمان وحجة الإسلام وسيف الله ورمحه يضعه حيث يشاء ، والذي نفسي بيده لينتصرَنَّ الله بأهلها في شرق الأرض وغربها كما انتصر بالحجاز) (2).

وروى حنان بن سدير عن أبيه قال : دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حمَّاماً بالمدينة فإذا رجل في بيت المسلخ ، فقال لنا مَنِ القوم ؟ فقلنا من أهل العراق ، فقال : وأي العراق ؟ قلنا كوفيون ، فقال : مرحباً بكم يا أهل الكوفة أنتم الشعار دون الدثار ، فسألنا عنه فإذا هو علي بن الحسين عليه السلام (3) .

وعن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : (إن الله عرض ولايتنا على أهل الأمصار فلم يقبلها إلا أهل الكوفة) (4) .

وروي عن الصادق عليه السلام في فضل الكوفة أنه قال : (تربة تحبنا ونحبها) .

وعن عبد الله بن الوليد قال : دخلنا على أبي عبد الله عليه السلام فسلمنا عليه وجلسنا بين يديه ،

فسألنا : من أنتم ؟

فقلنا : من أهل الكوفة .

فقال عليه السلام : أما إنه ليس بلد من البلدان اكثر محبا لنا من أهل الكوفة،

إن الله هداكم لأمر جهله الناس ،

أحببتمونا وأبغضنا الناس ،

وصدقتمونا وكذبنا الناس ،

واتبعتمونا وخالفنا الناس .

فجعل الله محياكم محيانا ومماتكم مماتنا.

______________________

(1) قال ابن أبي الحديد: الجنن: جمع جنة ، وهى ما يستر به. وبطانة الرجل: خواصه وخالصته الذين لا يطوى عنهم سره. فإن قلت: أما ضربه بهم المدبر فمعلوم ، يعنى الحرب ، فما معنى قوله عليه السلام: " وأرجو طاعة المقبل " ؟ قلت: لأن من ينضوى إليه من المخالفين إذا رأى ما عليه شيعته وبطانته من الأخلاق الحميدة ، والسيرة الحسنة ، أطاعه بقلبه باطنا ، بعد أن كان انضوى إليه ظاهرا.

(2) معجم البلدان 4/492.

(3) الوسائل ج1/368عن الكافي ورواه الصدوق أيضا .

(4) البحار 60/209 .

التالي | السابق