السابقالتاليالمحتوياتالصفحة الأساسية

الحلقة الثالثة - صفحة 129

المورد الثالث عشر:

الأشعري وأخبار عبد الله بن سبأ

قوله:

يسجل المؤرخون الشيعة الاوائل النوبختي والاشعري والكشي أول تطور ظهر في صنوف الشيعة على يد عبد الله بن سبأ

أقول :

بل سجله الاشعري فقط وقد اخذ ذلك عن غير الشيعة وعنه اخذ الكشي وغيره.


صفحة 131

نص الشبهة

 

يسجل المؤرخون الشيعة الامامية الاوائل :(النوبختي والاشعري القمي والكشي) اول تطور ظهر في صفوف الشيعة في عهد الامام اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب (ع) على يدي المدعو (عبدالله بن سبأ) الذي يقولون : انه كان يهوديا واسلم ، والذي يقول النوبختي عنه : انه اول من شهر القول بفرض امامة علي ، وكان يقول في يهوديته بيوشع بن نون وصيا لموسى فقال كذلك في اسلامه في على بعد رسول الله ، واظهر البراءة من اعدائه وكاشف مخالفيه واظهر الطعن على اى بكر وعمر وعثمان والصحابة .

وسواء كان عبد الله بن سبأ شخصية حقيقية أم اسطورية فان المؤرخين الشيعة يسجلون بوادر ظهور اول تطور فى الفكر السياسي الشيعي اعتمادا على موضوع (الوصية) الروحية والشخصية ، الثابتة من الرسول الاكرم الى الامام علي ، واضفاء المعنى السياسي عليها ، وذلك قياسا على موضوع (الوصية) من النبي موسى (ع) الى يوشع بن نون وتوارث الكهانة في ابناء يوشع .


صفحة 132

ومع ان هذا القول كان ضعيفا ومحصورا في جماعة قليلة من الشيعة في عهد الامام علي ، وان الامام نفسه قد رفضه بشدة وزجر القائلين به ، الا ان ذلك التيار وجد في تولية معاوية لابنه يزيد من بعده ارضا خصبة للنمو والانتشار ، ولكن المشكلة الرئيسية التي واجهته هو عدم تبني الامام الحسن والحسين له واعتزال الامام على بن الحسين عن السياسة ، مما دفع القائلين به الى الالتفاف حول محمد بن الحنفية باعتباره وصي امير المؤمنين ايضا ، خاصة بعد تصديه لقيادة الشيعة في اعقاب مقتل الامام الحسين ، وقد اندس السبئية في الحركة الكيسانية التي انطلقت للثأر من مقتل الامام الحسين بقيادة المختار بن عبيدة الثقفي (1).


(1) تطور الفكر السياسي الشيعي :25.


صفحة 133

الرد على الشبهة

 

اقول:

1 . دار جدل في الأوساط العلمية الشيعية حول كتابَيْ (المقالات والفرق) و(فرق الشيعة)

هل هما نسختان لكتاب واحد ومؤلف واحد أو هما كتابان لمؤلفين مختلفين والاتجاه الراجح هو الأول وهو الحق ، ويبقى الكلام حول المؤلف من هو ؟ وقد ذهب الأستاذ عباس إقبال الاشتياني انه تأليف سعد بن عبد الله الاشعري المعاصر للنوبختي وقد كتب رأيه هذا قبل العثور على كتاب المقالات والفرق للاشعري الذي نشره الدكتور جواد مشكور ، وبعد ان انتشر الكتابان كتب السيد محد رضا الحسيني مقالا نشره في مجلة تراثنا العدد الأول السنة الأولى 1405 ص 29-51 يؤيد فيه رأي الاشتياني وذهب إلى ان كتاب فرق الشيعة المطبوع باسم النوبختي هو نسخة مختصرة من كتاب (المقالات والفرق) لـ (سعد الاشعري)  (1) .


(1) انظر شبهات وردود احلقة الاولى ص 25 .


صفحة 134

2 . ما ذكره الكشي عن ابن سبأ أمران :

الأول : خمس روايات رواها الكشي عن محمد بن قولويه عن سعد بن عبد الله الاشعري عن رواة شيعة ينتهي سند احداها إلى علي بن الحسين (ع) والاخرى إلى الباقر (ع) وثلاث إلى الإمام الصادق (ع) وهذه الروايات تدور حول قضية واحدة هي ادعاء ابن سبأ الربوبية في علي (ع) ، وكون علي (ع) احرق ابن سبأ لأجل ذلك  (1) .

الثاني قوله (أي الكشي) وذكر بعض أهل العلم ان عبد الله بن سبأ كان يهودياً فاسلم ووالى عليا (ع) وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصى موسى بالغو ، فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله (ص) في علي (ع) مثل ذلك وكان أول من شهر بالقول بفرض إمامة علي واظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه وأكفرهم .

فمن هيهنا قال من خالف الشيعة اصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية  (2) .

اقول : وهذا القول بنصه هو جزء مما أورده سعد الاشعري في كتابه المقالات وفيما يلي كل ما أورده سعد الاشعري في كتابه .


(1) انظر اختيار معرفة الرجال الروايات (170 ، 171 ، 173 ، 174 وهذه الاخيرة جزء من رواية رقم 549) .

(2) اختيار معرفة الرجال تصحيح وتعليق ميرداماد تحقيق السيد مهدي الرجائي ج 1/324 . وايضا تحقيق وتعليق حسن المعطفوي ص 108 .


صفحة 135

قال سعد الاشعري في كتابه المقالات والفرق :

(فلما قتل علي صلوات الله عليه افترقت الأمة التي أثبتت له الإمامة من الله ورسوله فرضا واجبا فصاروا فرقاً ثلاثة :

فرقة منها قالت :

ان عليا لم يقتل ولم يمت ولا يموت حتى يملك الأرض ويسوق العرب بعصاه ويملأ الأرض قسطاً وعداً كما ملئت ظلما وجوراً .

وهي أول فرقة قالت في الإسلام بالوقف بعد النبي من هذه الأمة . وأول من قال بينها بالغلو . وهذه الفرقة تسمى السبائية أصحاب عبد الله بن سبأ ، وهو عبد الله بن وهب الراسبي الهمداني وساعده على ذلك عبد الله بن حرس وابن اسود وهما من اجلة أصحابه .

وكان أول من اظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم .

وادعى ان عليا عليه السلام أمره بذلك ، وان التقية لا تجوز ولا تحل ، فاخذه علي فسأله عن ذلك فاقرَّ به وامر بقتله . فصاح الناس اليه من كل ناحية يا أمير المؤمنين أتقتل رجلا يدعو إلى حبكم أهل البيت وإلى ولايتك والبراءة من أعدائك فسيره على إلى المدائن .

وحكى جماعة من أهل العلم ان عبد الله بن سبأ كان يهوديا فاسلم ووالى عليا ، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون


صفحة 136

وصى موسى بهذه المقالة ، فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله (ص) في علي بمثل ذلك . وهو أول من شهر بالقول بفرض إمامة علي بن أبي طالب ، واظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه وأكفرهم .

فمن هاهنا قال من خالف الشيعة ان اصل الرفض مأخوذ من اليهودية .

ولما بلغ ابن سبأ وأصحابه نعي على وهو بالمدائن وقدم عليهم راكب فسأله الناس . فقال ما خبر أمير المؤمنين قال ضربه اشقاها ضربة قد يعيش الرجل من اعظم منها ويموت من وقتها ، ثم اتصل خبر موته فقالوا للذي نعاه كذبت يا عدو الله أو جئتنا والله بدماغه في صرة فأقمت على قتله سبعين عدلا ما صدقناك ، ولعلمنا انه لم يمت ولم يقتل . وانه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه ويملك الأرض  (1) .

ثم مضوا يومهم حتى اناخوا بباب علي فاستأذنوا عليه استئذان الواثق بحياته الطامع في الوصول إليه ، فقال لهم من حضره من أهله وأصحابه وولده سبحان الله ما علمتم ان أمير المؤمنين قد استشهد قالوا أنا لنعلم انه لم يقتل ولا يموت حتى يسوق العرب بسيفه وسوطه كما قادهم بحجته وبرهانه . وانه ليسمع النجوى ويعرق تحت الدثار الثقيل ويلمع في الظلام كما يلمع السيف الصقيل الحاسم .


(1) إلى هنا ينتهي الحديث عن فرقة السبأية في كتابه فرق الشيعة للنوبختي .


صفحة 137

فهذا مذهب السبائية ومذهب الحربية وهم أصحاب عبد الله بن سبأ واصحاب عمر بن الحرب الكندي في علي (ع) . وقالوا بعد ذلك في علي انه اله العالمين وانه توارى عن خلقه سخطاً منه عليهم وسيظهر  (1) .

هذا هو كل ما اورده سعد الاشعري عن فرقه السبائية .

ولابد ان نذكر القارئ الكريم بنكتة أساسية تتعلق بمنهج سعد الاشعري ذكرها في مقدمة كتابه حيث قال :

(ان فرق الامة كلها المتشيعة وغيرها اختلفت في الإمامة في كل عصر ووقت كل إمام بعد وفاته وفي عصر حياته منذ قبض الله محمداً (ص) ، وقد ذكرنا في كتابنا هذا ما يتناهى إلينا من فرقها وآرائها واختلافها)  (2) .

ومعنى ذلك ان الذي ذكره سعد في كتابه هو ما تناهى إليه من القول فيها من كتب المقالات والفرق المكرسة لذلك أو التي تطرقت إلى ذلك عرضاً التي كانت قبله أو التي عاصر مؤلفيها .

ومن اجل التأكد من هذه الحقيقة نحاول ان نتتبع المعلومات التي وردت في كلام الاشعري في كتب المقالات والفرق والحديث


(1) المقالات والفرق ص 19-21 .

(2) 10:7 ص .


صفحة 138

والتاريخ السنية والشيعية وسنكتشف ان أصولها منحصرة في الكتب السنية دون الشيعية ما عدى قضية ادعاء ابن سبأ الالوهية في علي (ع) فأنها ذكرت في كتاب شيعي واحد هو كتاب الكشي ثم انتشرت منه إلى الكتب الشيعية التي جاءت بعده .

ونحن من اجل تسهيل عملية التتبع نصنف المعلومات التي وردت في نص الاشعري إلى المفردات التالية :

1 . قوله (وحكى جماعة من أهل العلم ان عبد الله بن سبأ كان يهوديا فاسلم ووالى عليا . . وهو أول من شهر بالقول بفرض إمامة علي (ع) واظهر البراءة من أعدائه) .

2 . ان عليا أمر بقتل ابن سبأ بسبب ما أظهره من الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة والبراءة منهم .

3 . ان الناس تشفعوا في ابن سبأ فرفع عنه القتل ونفاه إلى المدائن .

4 . ان ابن سبأ وأصحابه في المدائن لما بلغهم قتل علي (ع) لم يصدقوه وقالوا لو جئتنا بدماغه في صرة (1) فأقمت على قتله سبعين عدلاً ما صدقناك ولعلمنا انه لم يمت ولم يقتل وانه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه ويملك الأرض .


(1) الصرة ك للدراهم ن خررت الصرة : شددتها (الصحاح للجوهري)


صفحة 139

. ان أصحاب ابن سبأ وهم السبائية وأصحاب عمر بن حرب الكندي وهم الحربية قالوا بعد ذلك في انه إله العالمين .

وفيما يلي الحديث عن مصادر كل واحدة منها :

* وردت المفردة الأولى وهي قوله (وحكى جماعة من أهل العلم ان عبد الله بن سبأ…) في حديث سيف بن عمر عن حوادث الثورة على عثمان وهو أول من روى ذلك قال سيف في كتابه الجمل مسير عائشة وعلي عن عطية عن يزيد الفقعسي : كان ابن سبأ يهوديا من أهل ضعاء من أمة سوداء فاسلم زمن عثمان بن عفان ثم تنقل في بلاد المسلمين يحاول ضلالتهم فبدأ بالحجاز ثم بالبصرة ثم الكوفة ثم الشام فلم يقدر ما يريد عند أحد من أهل الشام فأخرجوه حتى أتى مصر فاعتمر فيهم فقال لهم فيما كان يقول : … انه كان ألف نبي ولكل نبي وصي وكان علي وصي محمد (ص) ثم قال محمد (ص) خاتم النبيين وعلى خاتم الأوصياء ثم قال بعد ذلك من اظلم ممن لم يجز وصية رسول الله (ص) ووثب على وصي رسول الله (ص) …)  (1) .

ومن كتاب سيف أخذها الطبري (تـ 310) في تاريخه ، وابن


(1) 10:07 ص .


صفحة 140

عساكر (تـ 571) كتابه تاريخ دمشق والذهبي تـ 748 في كتابه تاريخ الإسلام وابن أبي بكر (تـ 741) في كتابه التمهيد والبيان في مقتل عثمان ، وعن هؤلاء اخذ من جاء بعدهم كما فصل ذلك العلامة العسكري في كتابه القيم (عبد الله بن سبأ) ج1.

* ووردت معلومة (ان عبد الله بن سبأ يهودي من صنعاء) في رواية عبد الرحمن بن مالك بن مغول تـ 195 عن الشعبي في كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه (تـ 327) ج2/وفي كتاب اللطيف في السنة لابن شاهين (تـ 385 هجـ) كما نقل ذلك عنه ابن تيمية في منهاج السنة ج1 صفحة 6

* ووردت المفردة الثانية وهي (ان عليا (ع) أمر بقتل ابن سبأ بسبب طعنه على أبي بكر وعمر) في رواية ابن عساكر تاريخ دمشق ج 29/7-9 بسنده عن مرزوق عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن زيد قال قال علي بن أبي طالب مالي ولهذا الحميت الأسود ؟ يعني عبد الله بن سبأ وكان يقع في أبي بكر وعمر .

* ووردت المفردة الثانية والثالثة في رواية أبي اسحق الرازي (أو الفزاري) عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء (أو) عن زيد بن وهب ان سويد بن غفلة دخل على علي (ع) في إمارته فقال أني مررت بنفر يذكرون أبا بكر وعمر يرون انك تضمر لهما مثل ذلك


صفحة 141

منهم عبد الله بن سبأ وكان عبد الله أول من اظهر ذلك فقال علي مالي ولهذا الحميت الأسود (أو الخبيث الأسود) ثم قال معاذ الله ان أضمر لهما إلا الحسن الجميل ثم أرسل إلى عبد الله بن سبأ فسيره إلى المدائن وقال لا تساكني في بلدة أبدا ثم نهض إلى المنبر حتى اجتمع الناس وقال إلا لا يبلغني عن أحد يفضلني عليهما (أي أبا بكر وعمر) إلا جلدته حد المفتري  (1) .

وفي رواية أخرى لابن عساكر بسنده عن مغيرة عن سماك قال بلغ عليا ان ابن السوداء ينتقص أبا بكر وعمر فدعا به ودعا بالسيف أو قال فهمَّ بقتله فكُلِّم فيه فقال لا يساكني ببلد أنا فيه قال فسيره إلى المدائن  (2) .

* ووردت المفردة الرابعة (وهي ان ابن سبأ وأصحابه في المدائن لما بلغهم قتل علي (ع) أنكروه) في رواية الجاحظ عن مجالد (تـ 144) عن الشعبي (تـ101) عن جرير بن قيس قال قدمت المدائن بعدما ضرب علي بن ابي طالب كرم الله وجهه فلقيني ابن السوداء وهو ابن حرب فقال لي ما الخبر فقلت ضرب أمير المؤمنين ضربة يموت الرجل من ايسر منها ويعيش من اشد منها ، قال لو


(1) ابن حجر لسان الميزان تحقيق المرعشلي ج4/24 .

(2) ابن عساكر تاريخ دمشق ج29/7-9 .


صفحة 142

جئتمونا بدماغه في مائة صرة لعلمنا انه لا يموت حتى يذودكم بعصاه)  (1) .

وقد روى رواية مجالد هذه الخطيب البغدادي (تـ 462) وفيها زحر بن قيس بدلا من جرير بن قيس .

وفيها أيضا عبد الله بن وهب السبائي بدلاً من ابن السوداء  (2) .

* ووردت معلومة (ان ابن سبأ احدث النص والطعن في الصحابة) في حديث أبي علي الجبائي تـ 303 كما حكاه عنه القاضي عبد الجبار المعتزلي (تـ 413) قال قال أبو علي الجبائي :

(ثم حدث في آخر أيام علي بن أبي طالب (ع) قول ابن سبأ وإفراطه في وصفه وتعظيمه واستنقاص كبار الصحابة فبلغ ذلك عليا فدعاه وزجره ونفاه عن الكوفة فصار إلى المدائن وأقام بها إلى ان مات علي فرجع إلى الكوفة واستدعى قوما من أهلها فبقيت مضرته إلى الآن وهي الوقيعة في أصحاب الرسول (ص) وان عليا (ع) منصوص عليه  (3) .

اقول: في هذا الذي أوردناه كفاية لتأييد ما أشرنا إليه من ان سعداً


(1) البيان والتبيين ج3/46 .

(2) تاريخ بغداد ج8/488 .

(3) فضائل الاعتزال وطبقات المعتزلة للقاضي عبد الجبار ص 143 .


صفحة 143

الاشعري إنما أورد ما تناهى إليه من كلمات حول ابن سبأ والسبائية قد أخذها من كتب المقالات والفرق التي قبله او اخذ بعضها من هذه و بعضها من تلك الروايات التي اشرنا اليها . كما يوحي قوله (وحكى جماعة من أهل العلم) بذلك وتعبير (أهل العلم) منه لا يريد به الشيعة إذ لو أراده لقال جماعة من أصحابنا .

ويؤكد ذلك انك لن تجد شيعياً واحدا ممن مضى أو بقي يقول ويعتقد بشيء من ذلك ، كما انك لن تجد في التراث الشيعي على ضخامته رواية واحدة حتى ولو كانت ضعيفة تسند القول بالوصية الى عبد الله بن سبأ .

 السابقالتاليالمحتوياتالصفحة الأساسية