السابقالتاليالمحتوياتالصفحة الأساسية

الحلقة الثالثة - صفحة 43

المورد الثالث:

أحقية الإمام علي (ع) بالحكم ليست من باب الأفضلية

قوله :

بالرغم من شعور الامام علي بالأحقية والأولوية (الأفضلية) في الخلافة الا انه عاد فبايع

اقول :

كلمات الإمام علي (ع) صريحة في ان الحكم حق خاص به وليست المسألة مسألة افضلية


صفحة 45

نص الشبهة

قوله (ويجمع المؤرخون السنة والشيعة على ان الإمام علي (ع) امتنع عن بيعة أبي بكر .. وبالرغم من شعور الإمام علي (ع) بالاحقية والاولوية في الخلافة الا انه عاد فبايع… ولا يشير إلى مسألة النص عليه) ص 13 .

 

الرد على الشبهة

يذهب (الاستاذ الكاتب) إلى ان الإمام علي (ع) أولى بالخلافة أولوية تفضيل لا أولوية اختصاص وهو رأي ابن أبي الحديد ومدرسته في تفضيل علي (ع) على أبي بكر وتصحيح بيعة أبي بكر وانكار النص .

وهذا الرأي مدفوع بالنص وقد تحدثنا عنه ، وبكلمات علي (ع) التي أوردها (الكاتب) نفسه فان قوله (ع) بايع الناس أبا بكر وأنا أولى بهم مني بقميصي هذا . .) معناه أولوية اختصاص لا أولوية تفضيل ، اذ لا معنى لمقارنته (ع) بين اولويته بالامر واولويته بقميصه


صفحة 46

غير الاختصاص ، فانه مما لا شك فيه ان اولويته بقميصه هي أولوية اختصاص لأنه مالكه ، وهو (ع) يقول ان اولويته بالناس اشد وأأكد من اولويته بقميصه ، وذلك لان القميص الذي يلبسه قد يحتمل فيه انه مسروق ثم اشتراه من السارق وهو لا يعلم به اما اولويته بالحكم فلا يحتمل فيها شيء من ذلك البتة بل هي نص من النبي (ص) وبأمر من الله تعالى .

وكذلك قوله (ع) : و طفقت ارتأي بين ان اصول بيد جذاء أو اصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه فرأيت ان الصبر على هاتا احجى فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى ارى تراثي نهبا) ومعناه اخذت اخيِّرُ نفسي بين ان اصول بقوة غير كافية كما في قوله (ع) (فلم اجد غير أهل بيتي فضننت بهم عن الموت) . فلو توفرت له القوة الكافية لقاتل أهل السقيفة وهو المعروف عنه من قوله (ع) (لو وجدت اربعين ذوي عزم لناهضت القوم) .

ان هذا الموقف من علي (ع) لا ينسجم مع فكرة أولوية التفضيل بل ينسجم مع فكرة اولوية الاختصاص .

وكذلك قوله (ع) (أو اصبر على طخية عمياء . .) فان معناه ان الذي حصل لم يكن مجرد غصب سلطة دنيوية حسب بل كان ذلك بداية انقلاب فكري وضلالة تعم الأمة ، وهو ما اكده (ع) بعد مقتل


صفحة 47

عثمان حين جاؤوه يطلبون البيعة فقال لهم (دعوني والتمسوا غيري فان المحجة قد اغامت والحجة قد تنكرت) وقوله (ع) : (قد ملتم ميلة لم تكونوا عندي محمودين واخشى ان تكونوا في فترة) .(1)

اما الرواية التي أوردها (الكاتب) ونسبها إلى "شافي" المرتضى وهي قوله (ع) لابي بكر (والله ما نَفَسْنا عليك ما ساق الله اليك من فضل وخير ولكنا كنا نظن ان لنا في هذا الامر نصيبا استبد به علينا) فقد رواها المرتضى عن البلاذري وهو يرويها عن المدائني عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة إنما أوردها للاحتجاج بان عليا تأخر عن البيعة ولم يوردها من اجل الاعتقاد بصحتها ودلائل الوضع عليها ثم ان حق علي (ع) في الامرة ليس هو الظن بل هو اليقين كما اسلفنا آنفا ، وقد لعب الزهري وعروة بل عائشة أيضا دوراً مهماً في تحريف كثير من النصوص والحوادث .

_______________________

(1) اراد (ع) ب( الفترة ) ما اراد القرآن منها في قوله تعالى (...على حين فترة من الرسل )اي اخشى ان تكونوا في اهلية .

 السابقالتاليالمحتوياتالصفحة الأساسية