السابقالتاليالمحتوياتالصفحة الأساسية

الحلقة الثالثة - صفحة 49

المورد الرابع:

دلالة حديث الغدير عند السيد المرتضى

قوله:

الشريف المرتضى يعتبر حديث الغدير نصا خفيا غير واضح بالخلافة 

اقول :

ليس كذلك بل قال الشريف المرتضى : قد دللنا ثبوت النص على امير المؤمنين (ع) باخبار النص عليه بغير احتمال ولا اشكال كقوله (ص) (من كنت مولاه فعلي مولاه)


صفحة 51

نص الشبهة

 قوله “ واذا كان حديث الغدير يعتبر اوضح واقوى نص من النبي بحق امير المؤمنين فان بعض علماء الشيعة الامامية الاقدمين كالشريف المرتضى يعتبره نصا خفيا غير واضح بالخلافة ، حيث يقول في (الشافي) : "انا لا ندعي علم الضرورة في النص ، لا لأنفسنا ولا على مخالفينا ، وما نعرف احدا من اصحابنا صرح بادعاء ذلك ” ص 14 .

 

الرد على الشبهة

ان مراد السيد المرتضى بـ (النص الخفي) هو ما يسمى عند الاصوليين ب(المجمل) وعرَّفوه بـ (انه ما لم تتضح دلالته) ويقابله (المبيَّن) وقد ذكروا للاجمال والخفاء اسبابا كثيرة منها ان يكون اللفظ مشتركاً ولا توجد قرينة على أحد معانيه كلفظة (مولى) فانها موضوعة للاولى ، وللعبد المملوك ، وابن العم ، والحليف .

ويتضح من ذلك ان (النص المجمل) و(الخفي) يحتاج إلى


صفحة52

استدلال ونظر وذلك بالبحث عن القرائن من داخل النص أو من خارجه وهو ما يصنعه علماء الشيعة مع (حديث الغدير) ومنهم الشريف المرتضى حيث قال000:

(الوجه المعتمد في الاستدلال بخبر الغدير على النص هو ما نرتبه فنقول :

ان النبي (ص) استخرج من امته بذلك المقام الاقرار بفرض طاعته ووجوب التصرف بين أمره ونهيه بقوله (ص) (الست أولى بكم من انفسكم ؟) وهذا القول وان كان مخرجه مخرج الاستفهام فالمراد به التقرير وهو جار مجرى قوله تعالى (الست بربكم) الاعراف 172 ، فلما اجابوه بالاعتراف والاقرار رفع بيد أمير المؤمنين (ع) وقال عاطفاً على ما تقدم (فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه) وفي روايات أخرى (فعلي مولاه اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله) فاتى بجملة يحتمل لفظها معنى الجملة الأولى التي قدمها وان كان محتملا لغيره فوجب ان يريد بها المعنى المتقدم الذي قررهم به على مقتضى استعمال أهل اللغة وعرفهم في خطابهم وإذا ثبت انه صلى الله عليه واله أراد ما ذكرناه من ايجابه كون أمير المؤمنين عليه السلام أولى بالإمامة من انفسهم فقد اوجب له الإمامة لأنه لا يكون أولى بهم من انفسهم الا فيما يقتضي فرض طاعته عليهم ونفوذ أمره فيهم ولن يكون كذلك الا من كان إماما .


صفحة 53

فان قال : (دلوا على ان لفظة (مولى) محتملة ل(أولى) وانه أحد اقسام ما يحتمله ثم ان المراد بهذه اللفظة في الخبر هو (الأولى) دون سائر الاقسام ، ثم ان(الأولى) يفيد معنى الإمامة .

قيل له : انه من كان له ادنى اختلاط باللغة واهلها يعرف انهم يضعون هذه اللفظة أي (مولى) مكان (أولى) كما انهم يستعملونها في (ابن العم) وغيره وما المنكر لاستعمالها في (الأولى) الا كالمنكر لاستعمالها في غيره من اقسامها .

ونتبرع بايراد جملة تدل على ماذهبنا إليه فنقول : قد ذهب أبو عبيدة معمر بن المثنى ومنزلته في اللغة منزلته  (1) في كتابه القرآن المعروف بالمجاز لما انتهى إلى قوله : (مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَ بِئْسَ المَصِيرُ ) الحديد/15 أولى بكم .

وليس أبو عبيدة ممن يغلط في اللغة.

ولا خلاف بين المفسرين في ان قوله تعالى (وَ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ


(1) ابو عبيدة معمر بن المثنى التيمي بالولاء من العلماء باللغة والشعر والادب وايام العرب واخبارها قال فيه الجاحظ (لم يكن في الارض اعلم بجميع العلوم منه وهو اول من صنف في غريب الحديث توفي سنة 209 . (السيد عبد الزهراء الخطيب) رح .


صفحة 54

اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا) النساء/33 ان المراد بالموالي (مفرد مولى) من كان املك بالميراث واولى بحيازته واحق به .

وقال الاخطل  (1) :

فاصبحت مولاها من الناس بعده

واحرى قريش ان تهاب وتحمدا

وروي في الحديث (ايما امرأة تزوجت بغير اذن مولاها فنكاحها باطل)  (2) .

كل ما استشهدنا به لم يرد بلفظ (مولى) فيه الا معنى (أولى) دون غيره وقد تقدمت حكايتنا عن المبرد قوله (ان اصل تأويل الولي الذي هو أولى أي أحق ومثله المولى) وقال في هذا الموضع بعد ان ذكر تأويل قوله تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ) محمد/11 .

وقال الفراء  (3) في كتاب (معاني القرآن) الولي والمولى في كلام


(1) الاخطل : غياث برعوث التغلبي لقب بالاخطل لبذاءة لسانه نشأ بالحيرة ثم اتصل بالامويين فكان شاعرهم المفضل توفي سنة 90 والبيت من قصيدة له في مدح يزيد بن معاوية بعد توليه الخلافة .

(2) سنن الترمذي 1/204 ابواب النكاح وفي نهاية ابن الاثير ج4/229 مادة (ولا) عن الهروي وقال بعد نقل الحديث (وليها) أي ولي امرها .

(3) الفراء ابو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله الديلمي من ائمة اللغة والادب ومن تلامذة الكسائي قال فيه ثعلب (لولا الفراء ماتت اللغة) ولد بالكوفة ونشأ بها ثم انتقل إلى بغداد فعهد اليه المأمون تأديب ولديه تـ سنة 207 .


صفحة 55

العرب واحد وهو قراءة  (1)عبد الله بن مسعود (إنما مولاكم الله ورسوله) مكان وليكم .

وقال أبو بكر محمد بن القاسم الانباري  (2) في كتابه المعروف بـ (المشكل) (المولى في اللغة ينقسم على ثمانية اقسام ، اولهن المولى المنعم المعتق ، ثم المنعم عليه المعتق ، والمولى الولي ، والمولى الأولى بالشيء) وذكر شاهدا عليه الآية التي قدمنا ذكرها (والمولى الجار ، والمولى ابن العم ، والمولى الصهر ، والمولى الحليف) .

وقد ذكر أبو عمر وغلام ثعلب في تفسير بيت الحارث بن حلزة  (3) .

زعموا ان كل من ضر ب

العَيْرَ موالٍ لنا وأنا الولاءُ  (4)


(1) اي تفسير عبد الله بن مسعود .

(2) نسبة إلى الانبار كان من اعلم اهل زمانه بالادب واللغة ومعرفة ايام العرب ومن اكثرهم حفظا للاشعار وشواهد القرآن حتى قيل : كان يحفظ مائة وعشرين تفسيراً للقرآن وثلاثمئة الف شاهد من شواهده ، توفي ببغداد سنة 328 .

(3) الحارث بن حلزة اليشكري شاعر جاهلي من اهل بادية العراق ومن اصحاب المعلقات ارتجل معلقته بين يدي عمرو بن هند ملك الحيرة .

(4) العير : الوتد أو الحمار ، وغالبية الناس في زمانه من اهل الوبر يضربون الاوتاد عند اقامتهم . . وقوله (انا الولاء) أي نحن اهل الولاء .


صفحة 56

فذكر من جملة الاقسام : ان المولى السيد وان لم يكن مالكا ، والمولى الولي .

واما الذي يدل على ان المراد بلفظ (مولى) في خبر الغدير (الأولى) فهو : ان عادة أهل اللسان في خطابهم إذا رأوا جملة مصرِّحة وعطفوا عليها بكلام محتمل لما تقدم التصريح به ولغيره لم يجز أن يريدوا بالمحتمل الا المعنى الأول ، يبين صحة ما ذكرناه ان أحدهم إذا قال مقبلا على جماعة ومفهما لهم وله عدة عبيد : الستم عارفين بعبدي فلان ؟ ثم قال عاطفا على كلامه : فاشهدوا ان عبدي حر لوجه الله تعالى ، لم يجز ان يريد بقوله : عبدي بعد ان قدم ما قدمه الا العبد الذي سماه في أول كلامه دون غيره من سائر عبيده ، ومتى أراد سواه كان عندهم مُلغِزا خارجاً عن طريقة البيان .

فاما الدليل على ان لفظة (أولى) تفيد معنى الإمامة فهو انا نجد أهل اللغة لا يضعون هذا اللفظ الا فيمن كان يملك تدبيره ووصف بأنه أولى بتدبيره وتصريفه ينفذ فيه أمره ونهيه ، الا تراهم يقولون السلطان أولى باقامة الحدود من الرعية ، وولد الميت أولى بميراثه من كثير من اقاربه ، والزوج أولى بامرأته ، والمولى أولى بعبده ومرادهم من جميع ذلك ما ذكرناه ، ولا خلاف بين المفسرين في ان قوله تعالى (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) الأحزاب/6 المراد به انه أولى بتدبيرهم والقيام بأمورهم من حيث وجبت طاعته عليهم ، ونحن نعلم انه لا


صفحة 57

يكون أولى بتدبير الخلق وامرهم ونهيهم من كل أحد منهم الا من كان إماما لهم مفترض الطاعة عليهم  (1) .

ويتضح بذلك أيضا ان حديث الغدير لم يبقَ على خفائه ولا اجماله في دلالته على إمامة أمير المؤمنين (ع) مع هذا الاستدلال  (2) .

قال السيد المرتضى :

(قد دللنا على ثبوت النص على أمير المؤمنينن (ع) باخبار مجمع على صحتها متفق عليها و ان كان الاختلاف واقعاً في تأويلها وبينا انها تفيد النص عليه بغير احتمال ولا إشكال كقوله (ص) (انت مني بمنزلة هارون من موسى) و(من كنت مولاه فعلي مولاه) إلى غير ذلك مما دللنا على ان القرآن يشهد به كقوله تعالى (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) المائدة/55 فلا بد ان نطرح كل خبر ناف ما دلت عليه هذه الادلة القاطعة ان كان غير محتمل للتأويل نحمله بالتأويل على ما يوافقها ويطابقها إذا ساغ ذلك فيه)  (3) .


(1) الشافي ج2/260-282 اختصرنا ما اوردناه مع المحافظة على الفاظ المرتضى رح .

(2) قال العلامة المظفر في دلائل الصدق ج2/57 المطلب الثاني في دلالة حديث الغدير على امامة امير المؤمنين (ع) .

(3) الشافي ج3/99 .


صفحة 58

اما مراد السيد المرتضى من قوله (أنا لا ندعي علم الضرورة من النص لا لانفسنا ولا على مخالفينا وما نعرف أحد من اصحابنا صرح بادعاء ذلك) . فهو ان نص الغدير لا يدل على تعيين علي (ع) إماما بالبداهة ، والضرورة ومن غير استدلال .

نعم يقول المرتضى ويقول الشيعة القدماء ان النبي (ص) لو لم يرد الإمامة لعلي في حديث الغدير مع ايجاب خطابه لها لكان ملغزا عادلا عن طريق البيان بل عن طريق الحكمة)  (1) .

وفي ضوء ذلك يتضح خطأ ما ذهب إليه (الاستاذ الكاتب) من سوء استفادة من كلام الشريف المرتضى (رح) وتحميل كلامه ما لم يرده ولا يعنيه .

ونرى من المفيد في آخر هذه التعليقة ان نضع بين يدي القاريء الكريم كلام الشريف المرتضى في النص الخفي والنص الجلي فيمايلي:

قال الشريف المرتضىرح : (الذي نذهب إليه ان النبي صلى الله عليه وآله نص على أمير المؤمنين عليه السلام بالإمامة بعده ، ودل على وجوب فرض طاعته ولزومها لكل مكلف ، وينقسم النص عندنا


(1) الشافي ج2/283 .


صفحة 59

في الاصل إلى قسمين احدهما يرجع إلى الفعل ويدخل فيه القول ، والآخر إلى القول دون الفعل .

فأما النص بالفعل والقول ، فهو ما دلت عليه افعاله صلى الله عليه آله واقواله المبينة لأمير المؤمنين عليه السلام من جميع الأمة ، الدالة على استحقاقه من التعظيم والاجلال والاختصاص بما لم يكن حاصلاً لغيره كمؤاخاته صلى الله عليه وآله بنفسه وانكاحه سيدة نساء العالمين ابنته عليها السلام ، وانه لم يولِّ عليه احداً من الصحابة ، ولا ندبه لأمر أو بعثه في جيش الا كان هو الوالي عليه المقدم فيه ، وانه لم ينقم عليه من طول الصحبة وتراخي المدة شيئاً ، ولا انكر منه فعلا ، ولا استبطاه في صغير من الأمور ولا كبير مع كثرة ماتوجه منه صلى الله عليه وآله إلى جماعة من أصحابه من العتب ، اما تصريحا أو تلويحاً .

وقوله صلى الله عليه وآله فيه (علي مني وأنا منه)  (1) و(علي مع الحق والحق مع علي) و(اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر)  (2) إلى غير ما ذكرناه من الافعال والاقوال الظاهرة التي


(1) اخرجه النسائي في الخصائص ص 16 بلفظ (ان عليا مني وانا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي) ، والترمذي 2/297 ، واحمد في المسند ج 4/136 ، 437 .

(2) جامع الترمذي ج2/299 ، خصائص النسائي/5 المستدرك 3/13 ، تاريخ بغداد 3/171.


صفحة 60

لا يخالف فيها ولي ولا عدو ، وذِكْرُ جميعها يطول ، وإنما شهِدَتْ هذه الافعال والاقوال باستحقاقه عليه السلام الإمامة ونبَّهتْ على انه أولى بمقام الرسول من قبل انها إذا دلَّت على التعظيم والاختصاص الشديد ، فقد كشفت عن قوة الاسباب إلى اشرف الولايات ، لان من كان ابهر فضلا ، واعلى في الدين مكاناً فهو أولى بالتقديم واقرب وسيلة إلى التعظيم، ولأن العادة فيمن يرشح لشريف الولايات، ويؤهل لعظيمها ان يصنع به وينبه عليه ببعض ما قصصناه.

وقد قال قوم من اصحابنا ان دلالة الفعل ربما كانت آكد من دلالة القول : وابعد من الشبهة ، لان القول يدخله المجاز ، ويحتمل ضروباً من التأويلات لا يحتملها الفعل .

فأما النص بالقول دون الفعل فينقسم إلى قسمين :

احدهما : ما عَلِمَ سامعوه من الرسول (ص) مراده منه باضطرار ، وان كنا الان نعلم ثبوته والمراد منه استدلالاً وهو النص الذي في ظاهره ولفظه الصريح بالإمامة والخلافة ، ويسميه اصحابنا النص الجلي كقوله عليه السلام (سلموا على علي بإمرة المؤمنين)  (1)


(1) انظر شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد 1/12 وابن عساكر (ترجمة امير المؤمنين (ع) عن بريدة الاسلمي امرنا رسول الله (ص) ان نسلم على علي بإمره المؤمنين...


صفحة 61

و(هذا خليفتي فيكم من بعدي فاسمعوا له واطيعوا)  (1) .

والقسم الآخر : لا نقطع على ان سامعيه من الرسول (ص) علموا النص بالإمامة منه اضطراراً ولا يمتنع عندنا ان يكونواعلموه استدلالا من حيث اعتبار دلالة اللفظة ، وما يحسن ان يكون المراد أو لا يحسن .

فأما نحن فلا نعلم ثبوته والمراد به الا استدلالاً كقوله (ص) (انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي) و(من كنت مولاه فعلي مولاه) وهذا الضرب من النص هو الذي يسميه اصحابنا النص الخفي .

ثم النص بالقول ينقسم قسمة أخرى إلى ضربين :

فضرب منه تفرد بنقله الشيعة الامامية خاصة ، وان كان بعض من لم يفطن بما عليه فيه من أصحاب الحديث قد روى شيئا منه ، وهو النص الموسوم بالجلي .

والضرب الاخر رواه الشيعي والناصبي وتلقاه جميع الأمة بالقبول على اختلافها ، ولم يدفعه منهم أحد يحفل بدفعه يعد مثله خلافا وان


(1) هذا الحديث هو حديث يوم الدار اخرجه الطبري في التاريخ 2/321 واحمد في المسند 1/111/159 ، والحاكم في المستدرك 3/132 والحلبي في السيرة 1/381 ، والسيوطي في جمع الجوامع 6/397 عن ابن اسحاق وابن جرير وابن ابي حاتم وابن مردويه وابي نعيم والبيهقي .


صفحة 62

كانوا قد اختلفوا في تأويله وتباينوا في اعتقاد المراد به وهو النص الموسوم بالخفي الذي ذكرناه ثانيا .

ونحن الان نشرع في الدلالة على النص الجلي لأنه الذي تفرد اصحابنا به ،وكلام صاحب الكتاب في هذا الفصل :أنه مقصور عليه .

فأما النصوص الباقية فسيجيء الكلام في تأويلها وابطال ما جرح المخالفون فيها فيما بعد بعون الله تعالى  (1) .


(1) الشافي ج2/ص 65 - 68 .

 السابقالتاليالمحتوياتالصفحة الأساسية