الباب الرابع : آثار نهضة الحسين (عليه السلام) وشهادته
الفصل الرابع : حركة الأئمة من ذرية الحسين(عليهم السلام)

ذرية الحسين (عليه السلام)

علي بن الحسين (عليه السلام) :

علي بن الحسين، المعروف بزين العابدين وأيضا بالسجاد(عليه السلام). وذرية الحسين منه، وقد سجلت له كتب التراجم السنية سيرة عبقة متميزة في الورع والعبادة والعلم. كما سجلت لولده الباقر (عليه السلام)وحفيده الصادق (عليه السلام)السيرة نفسها.

قال جمال الدين في عمدة الطالب عن كتاب مناقب بني هاشم للجاحظ انه قال في حق زين العابدين علي بن الحسين(عليه السلام) ما نصه: واما علي بن الحسين بن علي فلم أَرَ الخارجي في امره الا كالشيعي ولم أَرَ الشيعي الا كالمعتزلي، ولم أَرَ المعتزلي الا كالعامي، ولم أَرَ العامي الا كالخاصي، ولم اجد احدا يتمارى في تفضيله ويشك في تقديمه (1).

قال ابن حجر: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي زين العابدين ثقة ثبت عابد فقيه فاضل مشهور (2)

وقال أبوبكر بن البرقي :ونسل الحسين بن علي كله من قبل علي الأصغر وأمه أم ولد وكان أفضل أهل زمانه (3).

وقال ابن حبان: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبوالحسن، من فقهاء أهل البيت (4).

روى ابن عساكر عن الزهري قال :كان علي بن الحسين من أفضل أهل بيته وأفقههم وأحسنهم طاعة وأحبهم إلى مروان بن عبد الحكم وعبد الملك بن مروان (5).

وروى عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال:لم أدرك من أهل البيت أفضل من علي بن الحسين.

وروى عن زيد بن أسلم قال ما جالست في أهل القبلة مثله (يعني علي بن الحسين). (6)

وروى عن ابي حازم انه كان يقول:ما رأيت هاشميا أفضل من علي بن الحسين (7).

وروى عن مالك انه قال:لم يكن في أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مثل علي بن الحسين (8).

وقال ابن سعد: كان علي بن حسين ثقة مأمونا كثير الحديث عاليا رفيعا ورعا.

وهوعند يحيى بن سعيد الأنصاري: أفضل هاشمي رآه بالمدينة (9).

وهوعند سعيد بن المسيب: أورع من رآه.

وقال مصعب بن عبد الله الزبيري عن مالك :ولقد أحرم علي بن الحسين، فلما أراد أن يقول :لبيك !قالها فأغمي عليه حتى سقط من ناقته، فهشم، ولقد بلغني أنه كان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة إلى أن مات وكان يسمى بالمدينة زين العابدين لعبادته.

وقال سفيان بن عيينة عن أبي حمزة الثمالي: أن علي بن الحسين كان يحمل الخبز بالليل على ظهره يتتبع المساكين في ظلمة الليل ويقول: إن الصدقة في سواد الليل تطفئ غضب الرب (10).

وقال جرير بن عبد الحميد عن عمرو بن ثابت: لما مات علي بن الحسين وجدوا بظهره أثرا، فسألوا عنه؟ فقالوا: هذا مما كان ينقل الجرب بالليل على ظهره إلى منازل الأرامل.

وقال محمد بن زكريا الغلابي حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة قال: حدثني أبي وغيره أن هشام بن عبد الملك حج في خلافة عبد الملك أو الوليد، فطاف بالبيت وأراد أن يستلم الحجر فلم يقدر عليه من الزحام، فنصب له منبر، فجلس عليه وأطاف به أهل الشام فبينا، هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين عليه إزار ورداء، أحسن الناس وجها وأطيبهم رائحة بين عينيه سجادة كأنها ركبة عنز فجعل يطوف بالبيت، فإذا بلغ إلى موضع الحجر تنحى له الناس عنه حتى يستلمه هيبة له وإجلالا، فغاظ ذلك هشاما، فقال رجل من أهل الشام لهشام :من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة فأفرجوا له عن الحجر؟ فقال هشام: لا أعرفه، (لئلا يرغب فيه أهل الشام) فقال الفرزدق (وكان حاضرا): ولكني أعرفه، فقال الشامي من هو يا أبا فراس؟ فقال الفرزدق: قصيدته المشهورة (11).

محمد الباقر(عليه السلام):

اما عن ولده محمد الباقر(عليه السلام):

فقد قال الذهبي فيه: أبو جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين، الإمام الثبت الهاشمي العلوي المدني، أحد الأعلام. وكان سيد بني هاشم في زمانه، اشتهر بالباقر من قولهم بقر العلم يعني شقه فعلم أصله وخفيه (12).

وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث.

وقال ابن البرقي: كان فقيها فاضلا.

وقال محمد بن المنكدر (13) ما رأيت أحدا يُفَضَّل على علي بن الحسين حتى رأيت ابنه محمدا. (14)

جعفر الصادق (عليه السلام):

أما عن حفيده جعفر الصادق(عليه السلام) فقد قال ابن حجر فيه: جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبوعبد الله المعروف بالصادق، صدوق فقيه إمام.

قال إبراهيم بن محمد الرماني (أبو نجيح) :سمعت حسن بن زياد يقول :سمعت أبا حنيفة وسئل :من أفقه من رأيت؟ فقال: ما رأيت أحدا أفقه من جعفر بن محمد (15). لما أقدمه المنصور الحيرة بعث الي، فقال: يا أبا حنيفة !ان الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهّيء له من مسائلك تلك الصعاب، فقال: فهيأت له أربعين مسألة، ثم بعث الي أبوجعفر، فأتيته بالحيرة، فدخلت عليه وجعفر جالس عن يمينه، فلما بصرت بهما دخلني لجعفر من الهيبة ما لم يدخلني لأبي جعفر فسلمت واذن لي أبو جعفر، فجلست، ثم التفت اليّ جعفر فقال :يا أبا عبد الله تعرف هذا؟ قال : نعم هذا أبوحنيفة، ثم أتبعها :قد أتانا، ثم قال :يا أبا حنيفة !هات من مسائلك سل أبا عبد الله، فابتدأت أسأله، قال : فكان يقول في المسألة أنتم تقولون فيها كذا وكذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن نقول كذا، فربما تابعنا وربما تابع أهل المدينة وربما خالفنا جميعا حتى، أتيت على أربعين مسألة ما أخرج منها مسألة، ثم قال أبوحنيفة : أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس (16).

تحرك هؤلاء الائمة الثلاثة من ذرية الحسين (عليه السلام) في الاجواء التي صنعتها شهادة الحسين وظلامته، لا باتجاه تعريف الناس بتكليفهم إزاء السلطة الاموية الذي تبلور وتعمق بما فيه الكفاية، بل باتجاه أمرين آخرين كانا بحاجة إلى بلورة وتأسيس وهما:

البكاء على الحسين (عليه السلام) والحزن عليه:

1. البكاء على الحسين (عليه السلام) والحزن عليه كحالة لا تبرد بمرور الزمن، وسلوك يثاب عليه فاعله لبكاء النبي(صلى الله عليه وآله) وبكاء الانبياء السابقين عليه، في قبال البكاء اوالحزن الذي يبرد بمرور الزمن لانه سلوك مبني على الانفعال العاطفي ليس إلا. وقد جسد الائمة ذلك بقولهم وسلوكهم.

روى المزي قال أبوحمزة محمد بن يعقوب بن سوار عن جعفر بن محمد سئل علي بن الحسين عن كثرة بكائه؟ فقال : لا تلوموني !فإن يعقوب فقد سبطا من ولده فبكى حتى ابيضت عيناه ولم يعلم أنه مات، ونظرت أنا إلى أربعة عشر رجلا من أهل بيتي ذبحوا في غداة واحدة فترون حزنهم يذهب من قلبي؟ أبدا (17).

وقال الباقر(عليه السلام): كان ابي يقول: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين(عليه السلام) دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا (18).

وقال ابوعمارة المنشد: ما ذكر الحسين(عليه السلام) عند ابي عبد الله جعفر بن محمد(عليه السلام) في يوم قط فرأي أبو عبد الله ذلك اليوم مبتسما قط الى الليل.

وروي عنه (عليه السلام) انه كان يقول: ان البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع، ما خلا البكاء والجزع على الحسين (عليه السلام)فإنه فيه مأجور (19).

وروي عن الرضا (عليه السلام) قال: كان ابي إذا دخل المحرم لايرى ضاحكا، حتى إذا كان يوم العاشر كان ذلك يوم مصيبته وحزنه وبكائه (20).

نشر أحاديث علي (عليه السلام) عن النبي(صلى الله عليه وآله):

2. نشرأحاديث الجامعة وغيرها مما كتبه علي(عليه السلام) بيده وأملاه النبي(صلى الله عليه وآله) من فِلْق فيه وكان الحسين (عليه السلام) قد أودع هذه الكتب عند ام سلمة قبل خروجه الى مكة، ولما رجع علي بن الحسين سلمتها له ثم صارت الى الباقر(عليه السلام) دون اخوته بوصية خاصة من ابيه زين العابدين(عليه السلام)، ثم صارت الى الامام الصادق(عليه السلام). وكان الصادق أكثر من توفرت له الفرصة والظرف المناسب لنشر احاديث النبي(صلى الله عليه وآله) كما كتبها علي (عليه السلام) وذلك بعد سقوط حكم بني امية وبداية حكم بني العباس، حيث كانوا منشغلين بتثبيت ملكهم وسلطانهم، وكتب أصحاب الصادق عنه اربعمائة مصنف عرفت عند الشيعة بالاصول الاربعمائة التي اعتمدها المحمدون الثلاثة في تاليف موسوعاتهم الحديثية الاربعة المعروفة وهي :الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني (ت329) ومن لا يحضره الفقيه لمحمد بن علي بن بابويه الصدوق (ت381) والتهذيب والاستبصار لمحمد بن الحسن الطوسي (ت460).

حصة الكوفة من نشاط الائمة (عليهم السلام):

اولى هؤلاء الائمة الكوفة عناية خاصة بصفتها مركز الثقل لشيعتهم، واستطاعوا ان يعيدوا البناء الشيعي فيها كما كان على عهد علي والحسن(عليهم السلام)، هذا البناء الذي عمل معاوية على محوه والقضاء عليه واستهدفه في جملة ما استهدفه من اهداف. وبسبب ذلك لم يتخذ العباسيون الكوفة عاصمة لهم لوضوح ولائها للحسنيين والحسينيين.

روى حنان بن سدير عن أبيه قال : دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حماما بالمدينة، فإذا رجل في بيت المسلخ، فقال :لنا من القوم؟ فقلنا من أهل العراق، فقال : وأي العراق؟ قلنا كوفيون، فقال : مرحبا بكم يا أهل الكوفة، أنتم الشعار دون الدثار، فسألنا عنه؟ فإذا هو علي بن الحسين(عليه السلام) (21).

عن محمد الحلبي عن ابي عبد الله(عليه السلام): ان الله عرض ولايتنا على اهل الامصار فلم يقبلها الا اهل الكوفة (22).

وروي عن الصادق (عليه السلام) في فضل الكوفة قال: تربه تحبنا ونحبها.

وعن عبد الله بن الوليد قال: دخلنا على ابي عبد الله (عليه السلام) فسلمنا عليه وجلسنا بين يديه، فسألنا: من انتم؟ فقلنا: من اهل الكوفة. فقال: أما إنه ليس بلد من البلدان اكثر محبا لنا من أهل الكوفة … إن الله هداكم لأمر جهله الناس، أحببتمونا وأبغضنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس واتبعتمونا وخالفنا الناس، فجعل الله محياكم محيانا ومماتكم مماتنا (23).

وروى الطبري قال: لما ظهر محمد وإبراهيم ابنا عبد الله بن الحسن أرسل أبوجعفر إلى عبد الله بن علي بن عباس وهومحبوس عنده: أن هذا الرجل قد خرج، فإن كان عندك رأي فأشر به علينا (وكان ذا رأي عندهم) فقال: إن المحبوس محبوس الرأي فأخرجني حتى يخرج رأيي، فأرسل إليه أبوجعفر: لوجاءني حتى يضرب بابي ما أخرجتك، وأنا خير لك منه وهومُلك أهل بيتك. فأرسل إليه عبد الله: ارتحل الساعة حتى تأتي الكوفة، فأجثم على أكبادهم فإنهم شيعة أهل هذا البيت وأنصارهم (24).

وروى المزي عن إبراهيم بن محمد الرماني (أبونجيح) قال :سمعت حسن بن زياد يقول :سمعت أبا حنيفة وسئل من أفقه من رأيت فقال ما رأيت أحدا أفقه من جعفر بن محمد. لما أقدمه المنصور الحيرة بعث الي فقال يا أبا حنيفة ان الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيء له من مسائلك تلك الصعاب (25).

خلاصة:

وخلاصة الكلام أن الهدف الأول من قيام الحسين(عليه السلام) وهو إحياء مدرسة ابيه علي(عليه السلام) بأحياء أحاديث جده(صلى الله عليه وآله) في أهل البيت(عليهم السلام) لينفتح الطريق للأئمة من ذرية الحسين (عليه السلام) والبقية الباقية من شيعة علي ليبلغوا أحاديث علي(عليه السلام) عن النبي(صلى الله عليه وآله) واحياء مدرسته، وقد تحققت كما أراده الحسين(عليه السلام) وعمل به وجعل الله (تعالى شهادته الطريق الاوسع لنشر ذلك ومعلم هذا التحقق ظاهرتان):

الظاهرة الاولى:

وجود أحاديث النبي(صلى الله عليه وآله) في تعظيم أهل بيته (عليهم السلام)، وأحاديثه في ذم بني أمية في كل الكتب السنية المعتبرة كالصحاح الستة ونظرائها كمسند أحمد بن حنبل ومسند ابن ابي شيبة والمعجم الكبير والاوسط والصغير للطبراني والمستدرك على الصحيحين وغيرها، وقد دونت هذه الموسوعات الحديثية في القرنين الاوليين بعد انهيار النظام الاموي.

الظاهرة الثانية:

انتشار أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله) برواية علي في كتابه الصحيفة الجامعة وغيرها في الكتب الاربعة وهي المصادرالمعتبرة لدى الشيعة، هذه الأحاديث التي تكوّن المضمون الديني الأساسي بعد القرآن عند الشيعة هذه الأحاديث التي نشرها علي (عليه السلام) حين أقبلت الامة عليه ونصرته وبايعته، وعمل معاوية على محاربتها بتصفية حملتها من الشيعة ثم، أراد الحسين اعادة نشرها وتهيئة الأجواء الآمنة لحملتها ورواتها، ثم قتل ولم يتيسر له ذلك، وانما تيسر للبقية الباقية من شيعة أبيه فنشروا أحاديث النبي(صلى الله عليه وآله) في أهل بيته (عليهم السلام)كما تيسر للائمة من ذرية الحسين من بعده وبخاصة الباقر والصادق (عليه السلام) ليكوِّنوا اجيالا شيعية جديدة تأخذ معالم دينها من أهل بيت النبي عملا بوصية النبي (صلى الله عليه وآله) وأمر الله تعالى فيهم وبرز فيهم علماء امثال زرارة ومحمد بن مسلم ويونس بن عبد الرحمن ومحمد بن أبي عمير ونظرائهم يحملون حديث علي وفتاواه ثم فتاوى ذريته الطاهرين(عليهم السلام)، كما كان حجر بن عدي وعمروبن الحمق الخزاعي وميثم الثمار ورشيد الهجري وحبيب بن مظاهر وبرير الهمداني ونافع بن هلال ومسلم بن عوسجة وسليمان بن صرد والمختار بن عبيد الثقفي وكميل بن زياد ونظراؤهم من وجوه وعلماء شيعة علي(عليه السلام) الذين عمل على تصفيتهم النظام الاموي والنظام الزبيري بسبب نشاطهم في نشر الحديث النبوي الصحيح، وقد استمر خط التشيع لآل البيت (عليهم السلام) إلى اليوم على الرغم من محاولات أثيمة جرت لاستئصاله ويأبى الله إلا أن يتم نوره.

ومما لا شك فيه ان كلتا الظاهرتين ما كانتا لتوجدا على الساحة الاسلامية العامة في ظل استمرار السياسة الاموية وغياب حركة الحسين (عليه السلام)،بل هما الاثر المباشر لحركته في مكة، ثم اتسع الاثر وتعمق بعد مقتله صلوات الله عليه في سبيل ذلك.

______________________________________

(1) مناهل الضرب للاعرجي ص 388.

(2) تقريب التهذيب.

(3) تهذيب الكمال.

(4) مشاهير علماء الامصار 1/63.

(5) ‏ تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر ج 14 ص 371.

(6) ‏ تاريخ مدينة دمشق- ابن عساكر ج 14 ص 373.

(7) ‏ تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر ج 14 ص 373.

(8) ‏ تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر ج 14 ص 373.

(9) تهذيب الكمال.ترجمة علي بن الحسين بن ابي طالب.

(10) تاريخ الاسلام للذهبي 7/433 /حلية الاولياء 3/135، صفوة الصفوة 2/96.

(11) تاريخ دمشق ج41 ص 401 .
ومنها قوله:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته *** والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا بن خير عباد الله كلهم *** هذا التقي النقي الطاهر العلم
إذا رأته قريش قال قائلها *** إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
مشتقة من رسول الله نبعته *** طابت عناصره والخيم والشيم
ينجاب نور الهدى عن نور غرته *** كالشمس ينجاب عن إشراقها العتم
حمال أثقال أقوام إذا فدحوا *** حلو الشمائل تحلوعنده نعم
هذا بن فاطمة إن كنت جاهله *** بجده أنبياء الله قد ختموا

وغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق، فحبس بعسفان بين مكة والمدينة، فبلغ ذلك علي بن الحسين فبعث إلى الفرزدق باثني عشر ألف درهم، وقال :اعذر أبا فراس !فلوكان عندنا أكثر منها لوصلناك بها، فردها وقال :يا بن رسول الله ما قلت الذي قلت إلا غضبا لله ولرسوله وما كنت لأرزأ عليه شيئا، فردها إليه وقال بحقي عليك لما قبلتها، فقد رأى الله مكانك وعلم نيتك، فقبلها.

(12) تذكرة الحفاظ 1/124.

(13) قال بن حبان مشاهير علماء الامصار ص107 : محمد بن المنكدر بن عبد الله القرشي أبوعبد الله وهم اخوة ثلاثة أبوبكر ومحمد وعمر وكان محمد من سادات قريش وعباد أهل المدينة وقراء التابعين، مات سنة ثلاثين ومائة وقد نيف على السبعين، وكان يصفر لحيته ورأسه بالحناء.

(14) سير اعلام النبلاء ترجمة محمد بن علي.

(15) الكاشف للذهبي 1/295، تذكرة الحفاظ 1/166.

(16) الكامل في الضعفاء لابن عدي 2/131. تهذيب الكمال 5/74.

(17) تهذيب الكمال ترجمة علي بن الحسين(عليهما السلام).

(18) كامل الزيارات /100.

(19) كامل الزيارات.

(20) امالي الشيخ الصدوق 111.

(21) الوسائل ج1/368 عن الكافي ورواه الصدوق (من لايحضره الفقيه 1/118) ايضا.

(22) كامل الزيارات ص313 ، بصائر الدرجات ص 96.

(23) الكافي ج8 ص236.

(24) تاريخ الطبري 7/565.

(25) الكامل في الضعفاء لابن عدي 2/131. تهذيب الكمال 5/74.

صفحة مكتب العلامة المحقق السيد سامي البدري